رئيس التحرير
عصام كامل

مثقفون يحاكمون قتلة فرج فودة بذكرى اغتياله.. «تقرير»

فيتو

نظمت أمانة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة اُمسية ثقافية بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على اغتيال المفكر الدكتور فرج فودة والتي أدارها الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، بحضور كل من الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وأحمد بهاء الدين شعبان، والدكتور سمير مرقص، والدكتور خالد منتصر، ولفيف من المفكرين والمثقفين.


رفض شعارات دينية الدولة
بدأت الأمسية بالسلام الجمهوري ثم افتتحها الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والذي قال إنه إذا كان هناك من يستحق أن يكون شهيدا فهو فرج فودة؛ فالأمة دائمًا تقدم الكثير ممن يبذلون حياتهم فداء المستقبل الواعد وتحقيق حلم الدولة المدنية وهو ما كان شعار فرج فودة.

وأضاف "عصفور" أن فودة من أبناء جيله وهو خريج جامعة عين شمس؛ حيث حصل على بكالوريوس الزراعة لكنه كان من الشباب المتمردين على هزيمة ١٩٦٧، وبدأ الدفاع عن مصر المستقبل وكان من المدافعين عن التعددية؛ حيث انضم إلى حزب الوفد فكان ديمقراطيا ليبراليا بمعنى الكلمة لذلك كان لا بد من الاصطدام مع الجامعات الإسلامية؛ حيث اعترض على شعارهم "الإسلام دين ودولة" كشعار فارغ المضمون.

مناظرة ١٩٩٢
وتابع: "أن مناظرة معرض الكتاب ١٩٩٢ كانت سببا مباشرا في اغتياله، وطالبه فيها مأمون الهضيبي بكتابة مشروعات مدنية يمكن تحقيقها في الدولة الدينية وهو ما وافق عليه فودة ولكن الهضيبي كان يسخر منه فالإسلاميون ليس لديهم سوى شعارات تستهدف السذج.

وأضاف عصفور أن فودة لم يكن يساريا بكل هذا المعنى ولم يكن ضد الصلح مع إسرائيل وكان من دعاة الدولة المدنية ودخل في معركة ثانية مع الدولة، واشتدت المعركة مع الطرفين حيث كانت المعركة الأولى مع الاسلامين تستمد دعمها من المعركة الثانية مع الدولة.

ومن جانبه تلى الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي قصيدة لرثاء فرج فودة والتي أصدرها ضمن ملف في مجلة الإبداع.

تقصير الدولة
وقال الدكتور إسحاق حنا، الأمين العام للجمعية المصرية للتنوير: إن الجمعية أسسها الدكتور فرج فودة وأخذت على عاتقها رغم إمكانياتها البسيطة، التعبير عن أفكار فودة وإكمال رسالته في التنوير والدفاع عن الدولة المدنية ومواجهة الإرهاب بالفكر.

وتأسف "حنا" على تقصير الدولة في الاحتفال بفرج فودة؛ حيث إن هذه الأمسية الثقافية هي الأولى من نوعها في إحدى مؤسسات الدولة، مطالبا بإعادة نشر كتبه وتخصيص جائزة باسمه في مجالات الثقافة والتنوير وإطلاق اسمه على محطة مترو كلية البنات؛ حيث اغتيل فودة.

مشاهد عبثية
وأكد الدكتور خالد منتصر أن جيله شهد دهسا من الجماعات الإسلامية، موضحا أن اغتيال فرج فودة لاقى هوى عند المجتمعات السلفية، لافتا إلى أن فودة تعرض للغة بذيئة ومنها ما كتبه صلاح أبو إسماعيل في إحدى مقالته: "اعطني زوجتي لتعرف معنى الحرية لكي أمارس معها الجنس" وهي لغة لا تصدر سوى من الإخوان أو السلفيين.

واستعرض "منتصر" خلال كلمته مجموعة من المشاهد العبثية في قضية فودة ومن بينها منح جائزة الدولة التقديرية لشخص طالب بمصادرة رواية "أولاد حارتنا" وقال إن اغتيال فرج فودة كان حتميا، إلى جانب خروج قاتل فرج فودة بعفو رئاسي، مؤكدا عدم ندمه على القتل، بالإضافة إلى أن ظهور فودة في ماسبيرو لم يتعد ربع ساعة فقط طوال حياته في حين كانت الجماعات الإسلامية على مرئ السمع والبصر على الشاشات، كما أن داعية ما زال عضوا بهيئة كبار العلماء رغم أنه كان من بين المكفرين لفرج فودة.

وتابع: الجماعات الإسلامية لا تخاف على الله ولا على الدين وإنما على "البيزنس الديني"، مؤكدا أن مصر تستحق الأفضل.

من جانبه قال الدكتور شعبان يوسف: إنه حاول منذ شهرين البحث عن كتب فرج فودة واكتشف عدم توافرها في المكتبات العامة وتمكن من الحصول عليها من سُوَر الأزبكية، وأضاف أن الراحل فرج فودة أصدر ١١ كتابا إلى جانب العديد من المقالات التي يسهل جمعها، إلى جانب مجموعة من الأشعار مؤكدا أهمية الاحتفال بفودة كرمزا لرفض الرجعية والتطرف.

استشراف للمستقبل
قالت الدكتورة عزة كامل: إن فرج فودة خاض معركة ضد الجماعات الإسلامية منفردا، وما يميزه هو بصيرته الواسعة واستشرافه للمستقبل وكان مطالبا بالدولة العلمانية، موضحا أنه كان يطالب بفصل الدين عن الدولة وليس عن المجتمع، وكان يحرص على نقل أفكاره للعامة ولم يتوقف عند النخبة فقط. 

اغتيال بالشائعات
وأكدت الدكتورة هدى بدران، رئيس اتحاد مصر، أن فرج فودة رأى تشابها بين التيار الديني في مصر والتيار النازي في ألمانيا، موضحة أن الشائعات لعبت دورا ومبررا كبيرا في اغتيال فرج فودة.
الجريدة الرسمية