اعتذار الخليج لمصر واجب
المتابع لما يحدث على أثر الانفجار في العلاقات الخليجية- الخليجية، يدرك أن أشقاءنا مدينون باعتذار لمصر وشعبها ورئيسها، ففي الوقت الذي كانت فيه مصر تئن من ممارسات حاكم قطر الطائش، كان الخليج كله يدافع عن قطر وممارساتها، ولعل بيانهم اللعين في القمة الخليجية ضد مصر أقرب مثال على تدنى لغة العقل والمنطق، بعد أن طال الأمير الشارد قادة ودول الخليج، وارتمى في حضن إيران نكاية في المملكة العربية السعودية، ومن ثم طالته يد النقد والهجوم، لأن الأمر أصبح يخصهم وليس مصر.
مصر ياسادة عندما تحدثت كثيرا عن ممارسات قطر ودورها الخبيث في المنطقة، كانت تدق ناقوس الخطر من عميل صهيونى يعيش بيننا، يمارس فينا كل صنوف الفرقة والدمار.. يمول عمليات إرهابية، ويأوى إرهابيين وينفذ - في المنطقة كلها وليس مصر وحدها- أجندة الفوضى التي تقودها أمريكا وإسرائيل، وغيرهما من لاعبين دوليين، وجدوا في تميم العميل المناسب.. لم نكن نتحدث عن مصر التي تعاني من ويلات حرب شرسة، وإنما كنا نتكلم عن دور أخطر من أن يطول مصر وحدها.
ارتفعت وتيرة الهجوم الخليجي على إمارة قطر، بعد أن حدث ماحدث من أميرها العميل، وظهر على السطح ما كانت تعانى منه عواصم خليجية، بعد أن طفح الكيل، وانكشف المستور، وأصبحت قطر في لحظة واحدة دولة داعمة للإرهاب وآوية لعناصره من جماعة الإخوان، وصاحبة اليد الطولى في مد الإرهابيين بأسلحة وأجهزة ومعدات حديثة، تمارس غيها وجبروتها على أراضينا دون وازع من ضمير عربى أو إنساني.
الخليج الآن مدين باعتذار للشعب المصرى، الذي يتحمل وحده عبء الدفاع عن الأمة، منذ تاريخ طويل، ولا يزال لديه القدرة على صد العدوان عن أمتنا العربية، وهو الشعب المؤهل للقيام بهذا الدور، إيمانا بان أمن الخليج جزء من أمننا، وأمن الأمة العربية جزء لا يتجزأ من أمن مصر.. سكتم دهرا على ممارسات قطر وتركيا، لأنكم تصورتم أن دماءكم مصونة، واعتقادكم أن دماء المصريين رخيصة، وظنكم السوء بأن يد الأمير لن تطولكم.
هاجمتم مصر، لأنها هبت بتصريحات ضد الإمارة والأمير.. دافعتم عن الأمير العميل.. خضتم حربا شرسة ضد مصر وشعبها، والآن طالتكم نيرانه وترككم، وارتمى في أحضان إيران.. الآن فقط أدركتم أن من جاور الحداد انكوى بنيرانه، وأن العمالة لن تكون ضد مصر وحدها.. إنها ضدكم جميعا كما كان احتلال العراق ضدكم جميعا، وكما كان سقوط ليبيا ضدكم جميعا، وكما سيكون سقوط سوريا ضدكم جميعا.