رئيس التحرير
عصام كامل

"الجارديان" تحلل "انفجارات ماراثون بوسطن" وتؤكد: هجمات 11 من سبتمبر 2001 تلقى بظلالها على الحادث الأخير.. والعمليات الإرهابية تحدث في المناطق التي يتم استخدام عدة لغات بداخلها

تفجيرات بوسطن
تفجيرات بوسطن

اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه برغم أن الهجمات الإرهابية وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية إلا أن الصورة تبدو أكثر تعقيدا فالمدن الكبرى مثل بوسطن لاتزال هدفًا محتملًا لهذه الهجمات.


ولفتت الصحيفة البريطانية -في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إلى أنه على الرغم من أنه لا يزال مرتكبو تفجيرات ماراثون بوسطن مجهولين وكذلك السبب وراء فعلتهم هذه، إلا أن الافتراض في هذه المرحلة هو أن هذه التفجيرات من أعمال الإرهاب ، كما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أنه سيجري التحقيق على هذا الأساس.

وأوضحت الصحيفة أن هجمات 11 من سبتمبر 2001 تلقى بظلالها على هذا الهجوم الأمر الذي يعنى أن كل هجمة تحدث حاليا تجعلنا ننظر إليها باعتبارها حلقة جديدة في حقبة مميزة ومخيفة للإرهاب في الولايات المتحدة؛ وتساءلت : هل هذه الصورة تناسب واقع السجل التاريخي للهجمات الإرهابية في أمريكا؟ .

ورصدت الصحيفة عدة عوامل تجعل من مدينة بوسطن هدفا محتملا ومرجحا لمثل هذه الهجمات الأخيرة، وذلك مقارنة بتاريخ الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة على مدى السنوات الـ40 الماضية؛ ومن بين هذه العوامل أن معظم هذه الهجمات تحدث في المدن الحضرية الكبرى كمانهاتن ، حيث شهدت وحدها نسبة 1. 13 % من الهجمات الإرهابية في الفترة مابين 1970 و2008، وفي لوس أنجلوس 6 % من الهجمات في الفترة ذاتها.

وتابعت الصحيفة قولها " وبالنظر إلى أماكن وقوع الهجمات الإرهابية على مدى السنوات الـ 40 الماضية والتي وقعت في عدة ولايات مختلفة، يمكن أن ندرك أي الولايات ستكون هدفا محتملا في العقد المقبل."

ونوهت الصحيفة بأن حدوث هجمات إرهابية في بعض المدن قد يكون مرتبطا بارتفاع معدلات الجريمة وبالرغم من عدم وجود دليل ثابت على ذلك، إلا أن العلاقة بين ارتفاع معدلات الجريمة والهجمات الإرهابية قد تكون مهمة عند نسبة 25. %.

وأردفت الصحيفة " الجارديان " البريطانية تقول: " كما أن هناك عامل التنوع العرقي في بعض المدن ، حيث نرى أن بعض الهجمات الإرهابية تحدث في المناطق التي يتم استخدام عدة لغات بداخلها، والأكثر من ذلك المدن التي تستخدم هذه اللغات في التعامل مع المصالح الخارجية أو حتى الحكومية؛ علاوة على ذلك قد تقع بعض الهجمات الإرهابية في المدن الأقل استقرارا ، حيث ينتشر الفقر وعدم المساواة."

ورأت الصحيفة أن معظم هذه العوامل تنطبق على مدينة بوسطن لتجعل منها هدفا محتملا مقارنة بالأماكن الأخرى؛ فهي من بين أعلى عشر مناطق حضرية كبرى، كما أنها تطل على الساحل ، ويقع ترتيبها من حيث ارتفاع معدل الجريمة بين الثلث الأعلى لمدن الولايات المتحدة الأمريكية ، كما أنها ذات كثافة سكانية عالية، فضلا عن ارتفاع نسبة الأسر الأجنبية الموجودة بداخلها.

واعتبرت الصحيفة أن ما يتعارض مع ما وصفته بـ" النمط التقليدي " لارتكاب الهجمات الإرهابية هو أن هذا الهجوم وقع في حدث رياضي بدلا من أن يستهدف مبني حكوميًا أو عملًا تجاريًا، فهو استهدف مدنيين من الجمهور وهو ما يثير مخاوف كثيرة في هذا التفجير على وجه الخصوص.

وخلصت الصحيفة إلى أن مدينة بوسطن تعد المدينة النموذجية لمثل هذه الهجمات، فمن الناحية الإحصائية، من غير المفاجئ أن ما يقرب من 2 % من جميع الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة وقعت في منطقة بوسطن بين عامي 1970 و 2008.

الجريدة الرسمية