رئيس التحرير
عصام كامل

قصة «القرضاوي» مع قطر.. مرشد الإمارة الصغيرة يهرب إليها في عهد جمال عبد الناصر.. حمد بن خليفة يمنحه أعلى الأوسمة..يدعم «تميم» للإبقاء على الإخوان.. وتصنيفه إرهابيًا رد القاهرة على

القرضاوي
القرضاوي

علاقة ممتدة تخطت الخمسين عامًا بين يوسف القرضاوي والإمارة القطرية، شهدت العديد من المراحل بداية من رؤية السلطة الحاكمة في الشيخ القادم إليها من مصر ليرتمي في أحضانها، إمكانية استخدامه كأحد رجالها، ليبدأ الترويج للدوحة مقابل منحه المال والمناصب والشهرة، لتتطور مع الوقت، ويبارك القرضاوي دعم الإمارة للتنظيمات الإرهابية.


عقاب القرضاوي على سنوات الولاء لقطر، جاء بعدما أصدرت كل من مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، بيانًا مشتركًا أدرجت فيه 59 فردًا و12 كيانًا، جاء ضمنهم الشيخ صاحب الجنسية القطرية، بالإضافة إلى إنهاء رابطة العالم الإسلامي عضويته بمجمع الفقه الإسلامي


السفر لقطر
كان معروفًا عن يوسف القرضاوي انتماؤه لجماعة الإخوان، وتعرض للاعتقال عدة مرات في عهد الملك فاروق، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فقرر السفر إلى قطر عام 1961، ليجد فيها الفرصة لنشر أفكاره بدعم الجماعات المتطرفة بحرية، وعمل هناك في بداية حياته مديرًا للمعهد الديني الثانوي.

شاهد.. «القرضاوي» يجيز للانتحاري تفجير نفسه بين المدنيين

التدرج في المناصب
ونظرا لاقترابه من السلطة القطرية، حاول القرضاوي استغلال علاقاته في التدرج بالمناصب، وحصل على الجنسية القطرية، وتولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، بالإضافة إلى أنه أصبح مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بالجامعة القطرية.

اقرأ.. القرضاوي: لسنا في حاجة لـ«عيد الأم»

التسويق الدولي
واستطاع القرضاوي بمباركة ودعم قطري أن يشارك في العديد من المؤتمرات العالمية، ليتمكن من الوصول بمرور الوقت إلى رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويصبح رئيسا للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وعضو مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية في أفريقيا، وعضو مجلس الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية في أكسفورد.

الولاء والانتماء
ولم تنس قطر تكريم القرضاوي صاحب الولاء الأول لها، ففي عام 2009 كرم أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القرضاوي، بجائزة الدولة التقديرية في مجال الدراسات الإسلامية، وقال القرضاوي وقتها في مدح حمد:« أشكرك أيها الأمير لأنك أعطيت قيمة لهذه الثروة البشرية، فقطر بها ثروة بترولية وثروة غازية، ولكن أعظم هذه الثروات هي الثروة البشرية»، وفي تأكيد على ولائه لها أكد:« تقدير الدولة لأبنائها أمر عظيم، خصوصا النابغين منهم، فالناس ليسوا كلهم سواسية».

شاهد أيضًا.. القرضاوي يعترف: لم أغادر صفوف جماعة الإخوان حتى الآن

دعم السلطة الجديدة
ولم تكن العلاقة الوطيدة مع حمد بن خليفة لتنقطع بعد انقلاب تميم على والده، ففي أوائل حكمه دعا القرضاوي على مآدبة إفطار ضخمة، كنوع من جذب القرضاوي إلى صفه، والذي وجد فيه الفرصة للحصول على مزيد من المال القطري والدعم له، وبالفعل بدأ القرضاوي في الترويج للنظام القطري الجديد.

ثلاث قبلات
وفي بداية تولي تميم للسلطة في قطر، ظهر أمير قطر في 2013 وهو يقبل رأس القرضاوي، أثناء تقديم التهنئة له بمناسبة توليه سلطة البلاد، واستمرت العلاقة معه حتى كانت دعوته لحضور إفطار داخل قصر تميم، في 2015 لتكون القبلة الثانية من الأمير الصغير على جبهة القرضاوي، وعقب تصاعد الأزمة مع قطر من جانب مصر والإمارات والسعودية والبحرين بسبب دعمها للتنظيمات الإرهابية، جاءت القبلة الثالثة من تميم للقرضاوي، خلال لقاء جمعهما.

الجريدة الرسمية