ماراثون الثانوية ينطلق.. لجان «الأكابر» بأسيوط ترفع شعار: «عندنا ممكن تدخل طب من أدبي».. 35 طالب منهم أبناء ضباط يحولون أوراقهم للجان الغش.. الخصومات الثأرية بمنفلوط والقوصية تحسم
بضع ساعات تفصلنا عن بدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة بمحافظات الجمهورية والتي تشهد هذا العام نظام «البوكليت» بـ4 نماذج مختلفة لمواجهة حالات الغش، ورغم أن وزارة التربية والتعليم تؤكد دائما أنها على أتم الاستعداد لمواجهة حالات الغش، خاصة الجماعي، التي تشهدها اللجان إلا أن محافظة أسيوط لها وضع خاص حيث تتصدر بعض لجانها المركز الأول على مستوى الجمهورية في الغش نظرا لكونها لجان أولاد الأكابر التي تخرج عن سيطرة الأمن من جهة وعن سيطرة مراقبي الوزارة من جهة أخرى.
رصدت «فيتو» أشهر اللجان التي تشهد عمليات تسريب للامتحانات وحالات غش جماعي، لكونها لجان الأكابر التي يراعي فيها أولياء الأمور تحويل أبنائهم إليها قبل العام الدراسى لصعوبة السيطرة عليها أما لكونها تقع في طبيعة جغرافية صعبة أو لكونها لجان الدم والنار والتي تشهد اشتباكات مسلحة وخصومات ثأرية يصعب على قوات الأمن السيطرة عليها، وخاصة بمركز البدارى وأخرى بمراكز أسيوط وديروط وأبنوب.
"اللى عايز يدخل طب من أدبى يروح البداري"
تحتل لجان البدارى المركز الأول على مستوى الجمهورية في حالات الغش الجماعي والذي يسبب صداعا دائما لوزارة التربية والتعليم أيام الامتحانات لطبيعته الجغرافية الخاصة، وظروف أهله المجتمعية والعائلية المعروف عنها كثرة الخصومات الثأرية، وصعوبة السيطرة على لجانه، والذي يشهد كل عام حالات تحويل للطلاب في بدء العام الدراسى للحصول على الثانوية العامة من المركز ليقين الأهالي أن كل محاولات السيطرة على الغش داخلة تبوء دائما بالفشل ويتم خلال الامتحانات تسريب الأسئلة وطباعة الأجوبة وتوزيعها في المكتبات على مرأى ومسمع من الجميع حتى أن البعض يردد دائما "اللى عايز يدخل طب من أدبى يروح البداري".
وبالفعل شهد المركز العام السابق أحداث غش جماعى وتسريب امتحانات وانتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى لغش جماعى يزعم ناشروها أنها من لجان مدارس البدارى، فضلا عن الاشتباكات المسلحة والتي أسفرت عن قيام رئيس لجنة الجهاد الأشهر في الغش على الإطلاق بتقديم اعتذار رسمي للوزارة بعدم استكمال الامتحانات بعد حدوث حالات غش وسيطرة أولياء الأمور على زمام اللجان حتى أن أهالي إحدى الطالبات التي تم ضبطها متلبسة بالغش قام بإشهار السلاح في وجه رئيس اللجنة واصطحبت الطالبة معها ورقة الإجابة للمنزل وسط إطلاق أعيرة نارية.
نقل 35 طالبا من أبناء ضباط الشرطة والقوات المسلحة
سادت حالة من من الاستياء بين أهالي المحافظة العام الماضى بعد نشر أخبار بقيام عدد من القيادات بنقل أبنائهم من لجان مدارسهم الأصلية في محافظات ومراكز مختلفة، إلى مدارس البداري الثانوية، التي اشتهرت خلال السنوات الماضية بوقائع غش جماعي، وأنه تم نقل 120 طالبا.
ولكن نفت وزارة التربية والتعليم كل ما أثير حول الموضوع مؤكدة في مؤتمر صحفي أن نحو 300 طالب أبدوا رغبتهم في التحويل إلى إدارة البداري التعليمية من جميع أنحاء الجمهورية ولم يقبل منهم سوى 31 طالب فقط لاستيفائهم الشروط المطلوبة.
وفى هذا السياق كشف مصدر مسئول بمديرية التربية والتعليم أن 35 طالب تم تحويلهم للجان مركز البدارى هذا العام وهى 4 لجان أساسية تضم "الجهاد والسلام والثانوية التجارية والإعدادية بنين".
وشهد مركز أبنوب بمحافظة أسيوط في الآونة الأخيرة عددا من حالات الغش والتسريب، خاصة أن المركز له طبيعة خاصة، حيث تكثر فيه الخصومات الثأرية، خاصة بقرية المعابدة الأكثر دموية ويحاط بالجبال مما يجعله بيئة خصبة للخارجين على القانون والمختفين في الجبال فضلا عن إطلاق النار العشوائي، الأمر الذي يتسبب في حالة من الهرج والمرج ويجعل الطلاب أكثر أمنا في حالات الغش لعدم سيطرة الأمن على المركز.
تضم محافظة أسيوط 67 لجنة أساسية لامتحانات الثانوية العامة منها 8 لجان معروف عنها تسريب الامتحانات والغش ليست فقط لجان البداري وإنما تخطت للجان مدارس مركز أسيوط التي يلتحق بها أبناء القيادات، خاصة أن البعض منهم فشل في التحويل لمدارس البداري فيلجأ للاستمرار بتلك اللجان والتي يتردد أسماءها بين أروقة مديرية التربية والتعليم وتشهد حالات غش جماعي، خاصة أن العام الماضي رصدت أكثر من 20 حالة غش بأجهزة المحمول منها طالب بلجنة أسامة بن زيد الابتدائية بأسيوط يستخدم ورق شفاف لغش مادة علم النفس، وطالبين آخرين (علم النفس) ومع كل منهما تليفون محمول وتم عمل محضر إثبات حالة لهم جميعا.
وتأتي لجان مركز ديروط في المرتبة الثانية بعد لجان البداري والتي تعد من أخطر اللجان التي تشهد سيطرة من أبناء كبار العائلات.
يستخدمون فيها كل وسائل التواصل لأبنائهم دون الإحالة بينهم وبين الغش، وذلك كون هذا المركز يتفرع منه جذور عائلية كبيرة حتى إن معظم أبنائه يلتحقون بالنيابة والشرطة.
منفلوط والقوصية
نظرا لكثرة الخصومات الثأرية بمركزي القوصية ومنفلوط فضلا عن انتشار النشاط الإجرامي وورش تصنيع السلاح وزراعة المواد المخدرة التي تم ضبط منها 70 فدانا مزروعة بنبات البانجو والمداهمات وإطلاق النار العشوائي الذي يتسبب عادة في تعطيل الدراسة بمدارس المركز وخاصة بقرى القصير بالقوصية والحواتكة بمنفلوط يجعل لجان تلك المدارس خارجة عن السيطرة ويتسبب في تسهيل الغش بقرى الدم والنار من خلال تسريب واضح للامتحانات وحالات غش جماعى وتبادل وبيع أوراق الإجابة بالمكتبات التي يصل إجابة السؤال الواحد بها لـــ50 جنيها لتسجل المادة الواحدة نحو 300 جنيه.
ومن جهة أخرى تشهد محال بيع أجهزة المحمول وإكسسواراته تلك الأيام إقبالا كثيرا من الطلاب وأولياء الأمور على شراء وسائل الغش التي تنوعت وارتفعت أسعارها حيث وصل سعر جهاز يشبه الفيزا كارت وشريحتها لـ2500 جنيها بينما يستخدم آخرون التليفونات المحمولة والسماعات البلوتوث التي تخطى سعرها السماعة الصغيرة منها الـ300 جنيه، وآخرين يعتمدون بشكل أساسي على سطوة أولياء أمورهم في إرسال الحلول عبر أوراق تسرب داخل اللجان بعد الاتفاق المسبق مع بعض المدرسين لحل النموذج المسرب.