«والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم»
قمة إفرست أعلى جبل على سطح البسيطة يتسابق كثير من الناس في الوصول إلى هذه القمة، بكافة الطرق الممكنة لكي يحصلوا على رقم عالمي أو جائزة أو تدوين الاسم في الموسوعة العالمية جينس.. لكن الجبال أهم من هذا بكثير.. يقول لنا علم الأرض أن أعلى ارتفاع لجبل هو نحو عشرة كيلومترات، والغريب أنه تقريبا يتساوى مع أعمق قاع في المحيط..
ذكر المولي عز وجل الجبال مرات عديدة في كتابه الكريم ليبين لنا أهميتها للأرض والحياة "وألقي في الأرض رَوَاسِي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا " و"جعلنا فيها رَوَاسِي شامخات".
وعلي ذلك، فللجبال أهمية كبرى في حفظ توازن الأرض من منع الميد إلى تشكيل الغيوم الممطرة وتنوع النبات والحيوان حسب التنوع المناخي الذي تؤثر فيه الجبال، فهي تقوم بالتبريد لبخار الماء وتحوله إلى أمطار، كما تلطف المناخ الأرضي بمساعدة الرياح الذي يؤدى إلى تخفيف شدة الحرارة في الجو، وعن طريق السبل الفجاج والفتحات بين الجبال العالية تدفع الرياح الغيوم الممطرة إليّ السهول المنخفضة أسفل الجبل وخلفه..
وهذه الجبال راسخة متماسكة، ولقد وزعها الخالق على سطح البسيطة بدقة متناهية لكي تحافظ على توازن الأرض أثناء دورانها حول نفسها وحول الشمس، وتمنع الاختلال خصوصا عندما يميل محور الأرض في مدارها حول السراج الوهاج بسبب القوة الطاردة المركزية.
وتكثر المراعي على سفوح الجبال حيث تتغذى الحيوانات التي ياكلها الإنسان ويتمتع بها.. والمعروف علميا أن ارتفاع الجبل فوق الأرض يقابله عمق داخل الأرض نحو ثمانية أضعاف، وذلك مثل جبال الجليد وكلما انخفض ارتفاع الجبل فوق الأرض نتيجة لعوامل التعرية فإنها يستعيد علوه، وذلك لزوم عملية التوازن الهندسي وبذلك يظل الجبل على ارتفاعه أبد الدهر.
والجبال على ضخامتها وصلابتها سوف تكون يوما "كالعهن" و"بست الجبال بسا" و"سيرت الجبال فكانت سرابا"، سبحان صنع الله.. ياليتنا نتذكر أنه هو الحي الْقَيُّوم و"أن الدين عند الله الإسلام"، ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا بدلا من الهجوم على دين الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وبارك الله لنا في هذا الشهر الفضيل، وصلي الله على أكرم خلقه ورسوله الكريم.
