رئيس التحرير
عصام كامل

الرهان الخاسر (1)


تستميت جماعات الإرهاب لصبغ جرائمها بلون الطائفية البغيضة، تراهن على كسر إرادة المصريين وضرب وحدتهم وتفكيك نسيجهم الوطني مضرب الأمثال في التلاحم والصمود.. هذا ما حَاولوه في الحادث الإرهابي الجبان في المنيا.. ومن قبله في حادثي طنطا والبطرسية وغيرهما.. وسيحاولون في أماكن أخرى الأمر الذي يجعل السؤال ملحًا: كيف حال نسيجنا الوطني.. هل ثمة احتمال ولو ضئيلًا أن ينفذ الإرهاب إلى وحدتنا الوطنية؟!


أتصور أن ردود الأفعال التي تعقب كل حادث إرهابي تقول بوضوح إن وحدة الوطن منيعة، يجسدها قول مشهور للبابا شنودة مفاده: أن أعداءنا أرادوا التفريق بيننا فلم يجدوا مصر إلا جسدًا منيعًا قويًا يأبي الانهيار، وشعبًا قادرًا بفطنته وصلابته على التصدي لمؤامراتهم وكشفها ودحرها".. وفي رأيي أن هؤلاء الأعداء مهما يحاولون فلن ينجحوا لسبب بسيط هو أن الوطن مقدم على الطائفة في وعي وضمير كل مصري..

هذا ما أكده البابا تواضروس في أعقاب حوادث مماثلة استهدفت الكنائس، فما كان منه إلا أن قال: "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن".. هكذا يرى المصريون أن حب الأوطان عبادة، والدفاع عنها في ساعة الشدة فريضة تتقدم على ما سواها.. وهو ما يجعل من اللازم أن نؤكد هنا أن نجاح أي مؤامرة علينا أو فشلها يتوقف على مدى استعدادنا نحن للتجاوب معها أو رفضها ومقاومة أغراضها الخبيثة. 

ونكمل غدًا... 

الجريدة الرسمية