رئيس التحرير
عصام كامل

مكي الذي ضل طريقه و«ضيع» هشام وشيكو


حكى لي أحد الأصدقاء من داخل الوسط الفني قصة غريبة عن دخول الفنان أحمد مكي إلى مجال الفن، حيث كان مرشحًا لإخراج مسلسل الست كوم الشهير "تامر وشوقية" وتعاقد وقتها مع شريف عرفة الذي كان ينتج العمل، وحصل على مقدم مالي "عشرين ألف جنيه".


بعد تعاقده طرح أول فيلم من إخراج مكي بعنوان "الحاسة السابعة" الذي قام ببطولته أحمد الفيشاوي ورانيا الكردي، لكن الفيلم لم يحقق النجاح، ورأى شريف عرفة أن إمكانيات مكي الإخراجية أضعفت من مشروعه الجديد الذي من المفترض أن يخرجه، فاستغل عرفة اعتذار أحد الفنانين عن المشاركة في "تامر وشوقية" وطلب من مكي أن يحل مكانه كممثل، ويترك مهمة إخراج الست كوم إلى أسامة العبد.

نجح مكي في شخصية دبور، التي قدمها بعد ذلك في فيلم منفصل يحمل نفس الاسم، ليكون "فتحة الخير" عليه، ليتألق في السينما بعده بعملين مهمين هما "طير انت" و"لا تراجع ولا استسلام".

تملك الغرور مكي لدرجة يرثى لها،  حيث أصبح لا يسمع سوى صوته فقط، ويتدخل في عمل المخرج والمؤلف وحتى أداء زملائه الممثلين، وبدأ يختار أعماله السينمائية بنفسه دون أن يستشير أحدا، حتى أن أحد الممثلين الذين شاركوا معه في بطولة فيلم "سينما على بابا"، قال لي: "والله العظيم وقت تصوير الفيلم مكنش حد فينا فاهم إحنا بنعمل إيه.. بس أهو كنا بنمثل وخلاص".

سقط الفيلم ولم يحقق أي نجاح، لكن استعاد مكي عافيته من خلال مسلسل "الكبير أوي"، وذلك بفضل باقة من ألمع المواهب ، على رأسهم دنيا سمير غانم ومحمد شاهين ومحمد سلام وهشام إسماعيل، لكن انفصل النجوم الثلاثة عن مكي، بعد أربعة أجزاء قدمها من المسلسل، الذي لم يطرأ عليه أي تغيير، فـ "ركب مكي دماغه"، وقدم جزءا أخيرا من المسلسل بمفرده، ليمحي به كل النجاحات التي حققها العمل في أجزائه السابقة.

اختفى أحمد مكي عن الأنظار عامين متتاليين بسبب مرضه الذي دعونا وقتها بشفائه، وتوقعت أنها استراحة محارب وسيعود بهجمة فنية كوميدية من نوع خاص، لكن لم تكن عودته حميدة كما يقولون، وأطل على الجمهور بمسلسل أقل ما يقال عنه إنه "باهت"، لا طعم  ولا لون ولا رائحة بعنوان "خلصانة بشياكة".

الأمر الذي أحزنني أكثر هو أن مكي لم يكتف بسقوطه الفني، بل اصطحب معه نجمين كان لهما في وقت من الأوقات بريق لدى البعض وأنا لست منهم، وهما شيكو وهشام ماجد، وانضمت إليهما دينا الشربيني التي أضاعت موهبتها هذا العام أيضًا بمشاركتها في المسلسل.

بنيت رأيي على الست حلقات الأولى من المسلسل، وأتمنى أن يخيب الله ظني، ويتحول العمل بقدرة قادر إلى عمل كوميدي جيد، ويخرج من دائرة "التوهان" واللا فن التي يدور في فلكها، لكن دائما ما تؤدي المقدمات إلى النتائج المتوقعة.
الجريدة الرسمية