رئيس التحرير
عصام كامل

الأسباب الحقيقية وراء أولى عمليات الناتو في الشرق الأوسط.. رغبة أمريكا في السيطرة على معبر التنف.. فزع إسرائيل من زيارة عسكريين عراقيين لدمشق.. ولتركيا دور

عمليات الناتو في
عمليات الناتو في الشرق الأوسط

اتخذت قمة الناتو الأخيرة قرارًا بأن يصبح الحلف رسميًا عضوًا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى مهمتها التدريبية في العراق.


وفي مقال له بموقع "ستراتيجيك كاليتشر فونداشن"، رصد خبير الحروب والصراعات بيتر كورزون، الأسباب الحقيقية وراء أولى عمليات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى اقتصار دوره في الماضي على مهمة تدريب القوات العراقية العام الماضي، وافتتاح مركزًا إقليميًا في الكويت، يناير الماضي، وعمل طائرات أواكس في سوريا.

هزيمة داعش

ولكن مشاركة "الناتو" في عمليات هزيمة داعش اقتصرت على شن مقاتلاته ضربات برغبة الولايات المتحدة، ورسميًا كل عضو في الناتو يساهم في عمليات التحالف الدولي، ولكن الناتو ككيان لا يساهم بشيء.

انضمام الناتو إلى التحالف الدولي

ولفت الخبير إلى تحفظ فرنسا وألمانيا من انضمام الناتو إلى التحالف الدولي، خوفًا أن يؤدي ذلك إلى تورط الحلف في القتال أو التغلب على الشركاء الإقليميين مثل الأردن، والسعودية، والإمارات، فضلا عن تشكيك إيطاليا في تلك الخطة.
 
خطابات الناتو

وتعجب بيتر من خطابات قادة الناتو التي تدق أجراس الإنذار بشأن التهديد الذي يسببه تنظيم داعش- عدو الغرب القاتل الذي تعهد بمحاربته- ولكن في الوقت نفسه ينشر الحلف قواته ضد روسيا في شرق أوروبا، وكانت النتيجة أن الناتو توهم أنه ليس هناك حاجة لمحاربة خطط داعش بتأسيس خلافاته، وحل أزمة تدفق المهاجرين للأراضي الأوروبية، ووقف العمليات الإرهابية ضد المدنيين في أوروبا.

التحالف الدولي

ورأى خبير الحرب والصراعات أن قرار القمة بالانضمام إلى التحالف الدولي، جاء بالتزامن مع استعداد قوات المعارضة في الأردن المدعومة من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا لعمليات على الأراضي السورية.

معبر التنف
وأشار بيتر إلى قصف الطائرات الأمريكية قافلة تابعة للقوات السورية، يوم 18 مايو الماضي، في جنوب سوريا بالقرب من معبر التنف على طول الحدود السورية العراقية، حيث تدرب القوات الخاصة الأمريكية قوات المعارضة، موضحًا أن انخراط أمريكا مباشرة في الصراع السوري بدعم أحد الجانبين وانضمام الناتو رسميًا بالتحالف يشير إلى توسيع واشنطن انخراطها في الحرب الأهلية السورية التي بدأت منذ 6 سنوات.

وأكد الخبير أنه لا شك في أن الولايات المتحدة، وفرنسا والمملكة المتحدة- يقودون حلف شمال الأطلنطي- يعدون لعبور الحدود والسيطرة على منطقة التقاء الحدود الأردنية- السورية- العراقية، لافتًا إلى حاجتهم إلى دعم دول أخرى خاصةً حلفائهم بالناتو.

وأوضح بيتر أن سيطرة القوات المدعومة من الناتو على المعبر يتضمن طريقًا سريعًا من بغداد إلى دمشق الذي استخدمته إيران لمد القوات السورية بالأسلحة.

مخاوف إسرائيل

كما جاء في قرار الناتو بعد مخاوف إسرائيل من زيارة قائد عسكري عراقي لدمشق لبحث الوضع على الحدود السورية العراقية، فضلا عن إثارة ادعاءات لجوء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للتحالف الروسي التركي الإيراني بدلا من التحالف الدولي مخاوف الجميع.

وحذر الخبير من أن تعزيز دور الناتو في سوريا إما سيؤدي إلى مزيد من التعاون أو المواجهة، أو على الأقل الحد من خطر الاصطدام بالتحالف السوري الروسي الإيراني، وذلك أن تركيا عضو بالناتو وعضو بالتحالف الروسي الإيراني المسئول عن اتفاق أستانة.
الجريدة الرسمية