رئيس التحرير
عصام كامل

عميد كلية الدراسات الإسلامية: مناهج الأزهر خالية من الإرهاب وتحارب العنف والتطرف

فيتو

  • هناك خصوصية للتعليم الأزهرى والأزهريون لا يتحدثون في السياسة
  • نستعين بكفاءات تربوية من "التعليم" لوضع مناهج تناسب العصر 


أبدى الدكتور محمد عبد العاطى عباس، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالقليوبية، استياءه من حملات الهجوم التي يتعرض لها الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مشيرا إلى أن مناهج الأزهر من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة ليس فيها ما يحرض على العنف أو التطرف، مؤكدا في الوقت نفسه أن المناهج يتم مراجعتها كل فترة وحذف ما لا يتوافق مع معطيات العصر الحديث.. وإلى نص الحوار:

بداية.. ما ردك على ما يتردد بشأن تحريض مناهج الأزهر على العنف والتطرف؟
كلام كذب ليس له أي أساس من الصحة، مناهج الأزهر هي مناهج تخلو من الإرهاب وتبعد المجتمعات عن العنف وتعبر عن وسطية الإسلام، ولولا مناهج الأزهر لسادت نبرات العنف وخطب التحريض من التيارات الإسلامية التي تتبنى العنف منهجا لها، والأزهر من ألف عام ويزيد يحافظ على وسطية الإسلام، ويدرس نفس هذه المناهج ولم نسمع يوما أن تخرج فيه إرهابي أو انتحاري، وإنما الإرهابى والانتحارى يُغسل دماؤه من قبل تيارات متشددة تناوئ الأزهر وتكفر الأزهريين.

الأزهريون لا يتحدثون في السياسة ولا يعملون بها، أما التيارات الإسلامية الأخرى ينطلقون باسم الدين من أجل السياسة، ومن أجل الحكم ومن أجل الهيمنة على السلطة، الأزهر يدرس بنفس المعايير التي وضعت منذ ألف عام ونفس التراث والروح، لكن الآن ومنذ ثلاثة أعوام خرج الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، على المجتمع كله بدعوى صريحة وهى إصلاح التعليم الأزهرى، وبالفعل تم إصلاح التعليم الأزهرى بما يتفق وعقلية الطالب وواقعه المعاش، أي أن الأزهر ربط المنهج بإمكانات الطالب ومشكلات الواقع وغض الطرف عن الأمور التي لا واقع لها الآن، وحذف بعض الأمور مثل الحديث عن أهل الذمة أو عن الجزية، أو عن جهاد الطلب، كل هذه المشاهد لا تناسب عصرنا ولا تواكب حاضرنا، فتم تنقية جميع مناهج الأزهر من هذه الأمور التي لا علاقة لها بواقعنا المعاصر.

ما خطط الأزهر الشريف لتنقية المناهج الأزهرية وتطويرها؟
أنشأ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لجنة دائمة منذ ثلاثة أعوام سميت "لجنة التعليم الأزهرى"، هذه اللجنة، تضم أكثر من 100 عالم متخصص في جميع مناحى العلوم الإسلامية والشرعية واللغوية والثقافية، هذه اللجان اجتمعت واستطاعت أن تضع منهجا جديدا يتواكب مع عقلية الطالب واستيعابه ويتواكب أيضا مع الواقع المعاش حاليا والمشكلات الحاضرة وتحديات العصر، وتم غض الطرف عن القضايا التي لا وجود لها على أرض الواقع حاليًا، وأصبح الآن ما هو موجود ما يحتاجه الطالب فقط، وما يتواكب مع الواقع حاليا.

الأمور التي تم إزالتها هي بالفعل هي في التراث الإسلامي القديم، وموجودة في حضارة الإسلام، نظرا لأن التراث الإسلامي نوعان، تراث جاء ليحل مشكلة معينة في وقت معين وبيئة معينة، هذا التراث لا يمكن أن نستعين في بيئة أخرى، ولا مع أناس آخرين ولا زمان آخر، وخاصة أن استدعاء هذا التراث حاليا أمر خاطئ، ويشوه صورته، نظرا لأنه كان صالحا مع وقته فقط، وهناك أيضا تراث آخر ليس محدد بزمن معين ولا بيئة معينة، هذا التراث من الممكن أن نستوعبه وأن نبنى عليه، لذلك لابد أن ينسجم الماضي في الحاضر ليتخذ منهما عدة إلى المستقبل.

ما الآليات التي يتم الاعتماد عليها في وضع المناهج الأزهرية؟
نعتمد على عدة لجان وهي لجان مشكلة من لجان نوعية تخصصية تضم مائة عالم، ومنها لجان فرعية تضم لجنة إصلاح التعليم يرأسها الإمام الأكبر، وتسمى باللجنة الدائمة لإصلاح التعليم الأزهرى، هذه هي الآلية الأولى، أما الآلية الثانية وهى أن تستوعب الكتب مشكلات العصر الحالي بطريقة تربوية، حيث نستعين بالتربويين لوضع هذه المناهج، ولا يشترط الأمر في وضع المناهج أزهريين فقط، لكن نحتاج إلى علماء من التربويين، واستعنا بوزارة التربية والتعليم، ولدى الأزهر والتربية والتعليم بروتوكول.

هل يمكن دمج التعليم الأزهرى مع التعليم العام؟
التعليم الأزهرى له خصوصية، هناك علوم لا يمكن دمجها لعدة أسباب منها أن الطالب الأزهرى يتوسع في دراسة العلوم الشرعية واللغوية، القرآن الكريم والسيرة وعلوم الحديث إلى غير ذلك، واللغة العربية بفروعها وعلومها، فخلط التعليم الأزهرى بالعام لا يقدر عليه الطالب في التعليم العام.

الطالب الأزهري يستطيع، لكن العام لا يستطيع، لدينا ثلاثة اتجاهات في العلوم منها علوم شرعية وعربية وثقافية، والعلوم الثقافية، بها توافق بين الطالب الأزهري والعام.

ما الفرق بين التعليم الأزهري والتعليم العام؟
التعليم الأزهري تعليم يركز على العلوم الشرعية والعلوم الإسلامية وعلوم اللغة العربية، ولدينا في جامعة الأزهر كليات علمية كثيرة للغاية، نعلم الطالب الأزهري الناحية الشرعية واللغوية والناحية الثقافية أيضا، نعطي الطالب الأزهري الجرعة التي يستطيع حملها ويستطيع أداءها والتفاعل معها.

هل هناك مشكلة في وضع المناهج الأزهرية منذ البداية؟
ليست هناك مشكلة في وضع المناهج الأزهرية، ولكن المناهج تحتاج دائما إلى النظر فيها كل فترة من الزمن، المناهج التي كانت موضوعة من مائة عام ناسبت وقتها، والآن طالب اليوم ليس مثل الطالب من مائة عام، فلابد أن يتم تغيير المنهج أيضا ليواكب الطالب الآن، نحن لم نختلف عن الماضي لكننا واكبنا العصر، أخذنا المعلومات التي تناسب قدرات الواقع، روح المنهج الأزهرى الوسطية والاعتدال والحفاظ على المنهج الأشعري، هذا هو ما فعله الأزهر.

هل خرجت المناهج الأزهرية على المألوف لها؟
هذا حديث خاطئ للغاية، وهذا الحديث لا يصدر إلا عن جاهل، يصدر عن الكارهين للأزهر، منهج الأزهر ليس به أي شيء خارج على المألوف، لكن المشكلة أن هناك أشخاصا بجهلهم يعتقدون أن الأزهر سبب الإرهاب، إما بجهل أو بسوء نية، وأغلب عليهم الثانية وهو سوء النية، نظرا لأن بالتيار العلماني طائفتين، الأولى من الطائفة العلمانية يكرهون الأزهر لأنه يحافظ على التراث وهم لا يريدون ذلك، الطائفة الثانية، هم المتشددون في التدين، وهم الإخوان والجماعات الإسلامية والدواعش والقاعدة وغيرها.

ما الإشكاليات التي تواجه تجديد الخطاب الدينى في المجتمع المصرى؟
إشكاليات تجديد الخطاب الديني تتمثل في عدة أمور أهمها إلقاء التبعية على الأزهر فقط في التجديد، وهو خطأ كبير، نظرا لأن تجديد الخطاب الدينى يلزمه تجديد خطابات كثيرة، ومنها تجديد الخطاب الإعلامي والخطاب الثقافي والخطاب التعليمي في المدارس والجامعات، ثم بعدها تجديد الخطاب الديني، أما أن نذهب إلى الأزهر ويحمل وزر هذه المؤسسات فهذا يعنى تحميلا للأزهر فوق طاقته.

وما دور الأزهر في تجديد الخطاب الدينى؟
قام الأزهر وخاصة في العامين الماضيين، بعقد العديد من المؤتمرات لتصحيح المفاهيم، لدحض الفكر التكفيرى ومؤتمرات إرساء السلام، المؤتمرات التي تنشأ من أجل المواطنة، وهو ما لم يكن في التراث القديم، بالفعل الأزهر قائم بدوره في تجديد الخطاب الديني.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"....
الجريدة الرسمية
عاجل