رئيس التحرير
عصام كامل

الليثي: والدي قدم أرابيسك ورأفت الهجان وليالي الحلمية في رمضان

الإعلامي عمرو الليثى
الإعلامي عمرو الليثى

نشر الإعلامي عمرو الليثي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، دعاء لوالده، قائلا: "رحم الله والدي المنتج الكبير ممدوح الليثي".


وذكر الليثي أن والده قدم للمشاهد المصري خلال شهر رمضان أعمال خالدة على مدار رمضان لسنوات طويلة، منها رأفت الهجان وليالي الحلمية والمال والبنون وأرابيسك وعمر بن عبد العزيز وفوازير رمضان وغيرها الكثير.

يذكر أن رحلة ممدوح الليثي بالتليفزيون المصري بدأت بتولي مسئولية قسم السيناريو وترقى إلى مراقب عام أفلام التليفزيون ومدير عامًا له، وبدأ يُفكر في ظهور جيل جديد من الشباب من الكتاب من خريجي المعهد العالي للسينما، وجاء بعمر الشريف عام 1983 وكان وقتها انتهى من أداء دوره الشهير لورانس العرب وأجره كان 300 ألف دولار وأقنعه أن يأخذ 2500 جنيه، ووافق عمر الشريف حبًا في مصر والتليفزيون المصري.

وكان لدى "الليثي" فكر ورؤية ورسالة وإستراتيجية إعلامية، ونشأته في أسرة متوسطة وسط الناس أثرت كثيرًا في شخصيته وقام بتربيتي على هذا الأمر وأصبحت مثله، فعندما أراد أن يتحدث عن مكافحة الإرهاب قدم مسلسل " العائلة " وحول علاقة المال وسطوته فقدم " المال والبنون "، وعندما أراد أن يُزكي روح الوطنية ونموذج للبطل فقدم "رأفت الهجان " والإسلام المعتدل في مسلسل " الخليفة عمر عبد العزيز " وفيلم " واحد صفر" وزواج المسيحية بمسلم، و"معالي الوزير" وكيفية اختيار الوزراء، ومسلسل "هارون الرشيد" عندما رفض نور أداء الشخصية ذهب إلى منزله ووافق على أداء الدور، وقدم بدعم عدد من المخرجين مثلا مجدي أبو عميرة وأحمد صقر وكاملة أبو ذكري وغيرهم من الكتاب مثل عاطف بشاي بالإضافة إلى الفنانين، كما تميز بقدرته البارعة على اختيار موضوعات تتناول الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بالإنسان.

فترة توليه منصب رئيس قطاع الإنتاج قد أسهمت في خروج المئات من الأفلام التسجيلية والوثائقية والأعمال الدرامية الرائعة، وبدأ يفكر ممدوح الليثي لماذا يخرج الممثل وينتج المسلسل خارج التليفزيون ويعود التليفزيون المصري ويشتري العمل، ومن هنا كانت فكرة قطاع الإنتاج وعرض الفكرة وقوبلت بالترحاب ومن هنا جاء بأهم وأعظم صناع الدراما من كتاب وممثلين ومخرجين للعمل بالقطاع ومنهم عادل إمام وفاتن حمامة في ضمير أبلة حكمت، وكانت فاتن حمامة منقطعة عن الظهور على شاشة التليفزيون وذهب إلى بيتها وأقنعها وأيضًا نور الشريف وحسين فهمي وفريد شوقي، جميع النجوم عملوا مع التليفزيون المصري وبدأت المحطات تشتري الأعمال الدرامية من التليفزيون بعد أن كان يشتريها منهم.

وبدأ بتسويق تلك الأعمال الرائعة ومنها "عمر بن عبد العزيز" و"ليالي الحلمية " و" نصف ربيع الآخر" و"المال والبنون" وفوازير شريهان ونيللي وكانت التوليفة الرائعة التي ترضي كافة الأذواق وتحترم البيت المصري، وكان يقرأ النصوص بعناية ثم يختار المخرج المناسب من خلال خطط إنتاجية قصيرة وطويلة الأجل، ولهذا أعمال قطاع الإنتاج باقية ويعشقها المشاهد وكان العصر الذهبي لدراما ماسبيرو وكنا نقول لرجال المرور إن الشوارع ستكون فاضية بسبب أن الملايين ستتجمع حول شاشة التليفزيون لمشاهدة الأعمال الدرامية.

وأسهم في إدارة قطاع الإنتاج بشكل احترافي فأنتج 7000 آلاف ساعة درامية، و400 فيلم روائي، 600 فيلم تسجيلي.

بداية التفكير في إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامي جاءت بعد نجاح تجربة قطاع الإنتاج، وحيث وصلت نسبة الساعات الدرامية إلى 500 أو 600 ساعة درامية للقطاع، وبدأ التفكير كيف نصل إلى 10000 ساعة إنتاج درامي وتم عرض الأمر على القيادة السياسية لإنشاء مدينة الإنتاج الإعلامي وكانت صحراء جرداء، وذهب ممدوح الليثي والمهندس محمود كشك رئيس قطاع الهندسية وهما المكلفان من القيادة السياسية بتنفيذ المشروع وبدأ إنشاء المدينة وأول مسلسل تم تصويره الفرسان وجزء من مسلسل المال والبنون ومسلسل الوسية، ويعقبها بناء حي كامل في المدينة حي "المنشية" وتم تصوير فيلم ناصر 56 مع النجم أحمد زكي.

أثناء توليه منصب جهاز السينما، قد أسهم في إنتاج عدد من الأعمال الرائعة منها معالي الوزير، واحد صفر، الطريق إلى إيلات، أنت عمري.

كما شغل ممدوح الليثي منصب نقيب السينمائيين مرتين ورئيس اتحاد النقابات الفنية ورئيسًا لمهرجان الإسكندرية السينمائي.

والأفلام التي أنتجها أو كتب السيناريو لها كان لها خط سياسي وأغلبها كانت ستمنع من العرض "الكرنك، ثرثرة فوق النيل، ميرامار، المذنبون" وفي هذا الفيلم الأخير أقيل رئيس الرقابة و17 رقيب بسببه.

كما تميز بقدرته على الدمج بين الواقع والرمز، ومن أبرز أعماله: (ميرامار، ثرثرة فوق النيل، السكرية، الكرنك، المذنبون، الحب تحت المطر، أميرة حبى أنا، لا شيء يهم، امرأة سيئة السمعة، أنا لا أكذب ولكني أتجمل، استقالة عالمة ذرة) كما أن له تجربة مسرحية من خلال مسرحية (إمبراطورية ميم) عام 1968.

وقد حاز الليثي على العديد من الجوائز أهمها: (جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1992)، (جائزة من وزارة الثقافة عن عدة أفلام (السكرية) عام 1974، (أميرة حبي أنا) 1975، (المذنبون) عام 1976.
الجريدة الرسمية