مساخر الإخوان السوداء
أصبح من الصعب الكتابة بعقلانية مع ممارسات التنظيم السرى للإخوان، فكيف تفعل ذلك مع صم بكم عمى، إلا عن مشروعهم بتحويل مصر إلى دولة دينية. لكن الكتابة فى النهاية هى للناس، حتى يعرفوا إلى أى درك وصلنا، وإلى أي مساخر يقودنا هؤلاء.
آخر المساخر "مشروع قانون تنظيم المظاهرات" الذى صدر أمس عن اللجنة التشريعية بمجلس الشورى الذى نقل الإخوان إليه سلطة التشريع. وكالمعتاد نفوا بعدها بساعات وجود هذا القانون، وبعضهم قال إنه مجرد مشروع لم يتم إقراره.
فى كل الحالات لا يمكننا تصديق النفى، ففى الحد الأدنى هم يريدون إطلاق بالونة اختبار ليقيسوا مدى مقاومة هذا القانون القمعى، الذى يحرم المصريين نهائياً من الحقوق التى كفلتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأقره الدستور الذى ألغوه، وأقرته المحكمة الدستورية فى العديد من أحكامها قبل أن يدمروها نهائياً فى دستورهم الجديد.
المفارقة المخزية للتنظيم السرى للإخوان، أنهم هم الذين كانوا يطالبون بحق التظاهر والاعتصام والإضراب وكل أشكال الاحتجاج. وبمجرد وصولهم للحكم،أصبحت هناك إدانة واسعة لهذه الحقوق البديهية التى دفع ثمنها المصريون ثمناً غالياً على امتداد عقود وعقود حتى يتمكنوا من مواجهة المظالم بطريقة سلمية. لكن هذا التنظيم السرى الدولى للإخوان يريد أن يحطم كل الأدوات التى تمكن المصريين من الحصول على حقوقهم، وتمكنهم أيضاً من أن يجعلوا بلدنا ديمقراطياً.
لقد نسوا طبعاً أن الاعتصامات والاحتجاجات والتظاهرات هى التى أطاحت بمبارك، لكنها كانت حلالا فى العهد السابق طالما أنها فى صالحهم. وحرام فى عهدهم الكئيب لأنها ضدهم.
لقد وصل هذا المشروع المشبوه إلى درجة أنه يريد تحديد مواعيد للاعتصامات من الساعة 7 إلى الساعة 7 مساءً. ويجوز لجهة الإدارة منع الاجتماع إذا رأت أنه "يترتب عليه اضطراب فى النظام أو الأمن العام"، ولرجال الشرطة دائمًا الحق فى حضور الاجتماع، ومن حقهم طلب حل الاجتماع لأسباب من بينها "خروج الاجتماع عن الصفة المعينة له فى الإخطار"، أو إذا "حدث صياح"، أو ألقيت خطب تتضمن "الدعوة إلى الفتنة".
إنها المساخر السوداء لدولة الإخوان الاستبدادية.