غزة: استنكار واسع لتحويل مهبط طائرة عرفات منزلًا للسفير القطري
تسبّب وضع حجر الأساس لمنزل رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة السفير محمد العمادي، على أنقاض مهبط الطائرة المروحية التي كان يتنقل بها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بحالة من الاستياء في قطاع غزة.
وتم الأسبوع الماضي وضع حجر الأساس بحضور العمادي ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وذلك على أنقاض ما تبقى من المهبط، الذي كان بمثابة مزار لأهالي قطاع غزة في السنوات الماضية لما يمثله من رمزية، رغم تعرضه للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة.
وسيتم بناء منزل للعمادي ومقر للجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، وقال إسماعيل هنية إن "منح" الأرض للقطريين "اعترافًا منا بالجميل وتقدير للموقف القطري الأصيل في دعم الشعب الفلسطيني" على حد وصفه.
ودشن مواطنون فلسطينيون وسمًا على مواقع التواصل الاجتماعي حمل عنوان #مهبطنا_مش_للبيع نددوا من خلاله بوضع حجر الأساس لمنزل العمادي في مهبط عرفات، مؤكدين أن حماس تتصرف في قطاع غزة وكأنها أرض تابعة لها، بعد أن حوّلت سكان القطاع جميعًا إلى "رهائن" منذ ما يزيد على 11 عامًا هي فترة سيطرتها على غزة.
وقالوا إن مساحة قطعة الأرض التي "منحها" هنية للعمادي تتجاوز 5 دونمات (5 آلاف متر مربع)، والغريب أنها أصرت على أن تكون على أنقاض مهبط عرفات الذي كان يتمتع برمزية خاصة، ولم يكن يجرؤ أحد على استعمال الأرض لأي مشاريع وطنية، لتأتي حماس وتمنح الأرض للقطريين.
ولم يتردد كثير من المشاركين في الوسم بوصف الدور القطري في غزة بـ"المشبوه" في ظل الدعم الذي تقدّمه الدوحة لحماس على جميع المستويات، واستقواء الحركة بقطر، دون أن ينعكس ذلك على حياة المواطنين في القطاع والذين تزداد معاناتهم بشكل مستمر دون وجود أي حلول في الأفق.
ووصف بعض المشاركين العمادي بأنه الحاكم الفعلي لغزة، في ظل النفوذ الواسع الذي يتمتع به، وتبنيه الكامل لمواقف حركة حماس، ومحاولته المستمرة تجميل صورة الحركة، وهو ما يؤدي لتمسك حماس بمواقفها الرافضة لأي حلول تنهي معاناة أهالي غزة، ما يعني بالضرورة إطالة أمد الانقسام الفلسطيني.