رئيس التحرير
عصام كامل

ما نفعله برمضان (2)


في رمضان القديم كان الطلاب يذهبون لمدارسهم كالمعتاد، وكان الموظفون يمارسون عملهم كالمعتاد.. لم يكن مسابقة في المسلسلات وبرامج المقالب ولا في الجمال بين المذيعات.. لم يكن مدرسة للعادات السيئة يتعلم فيها الصغار الطعام المتصل والعبث المتصل والسهر المتصل.. لم يكن رمضان القديم أبدًا أبدًا "أولمبياد طعام"، أما في رمضان الجديد فقد أصبحت دراسة الأطفال عقوبة جسدية ومعنوية قاسية لا مبرر لها.. أما دوام الموظفين فقد تحول إلى وصلة نوم وخمول؛ استجمامًا من سهر الليلة السابقة، واستعدادًا لملاحم الليلة القادمة.


أي هدف من أهداف الصيام الربانية يتحقق في رمضان الجديد؟ أي تقوى يمكن أن يَحُسَّ بها شخص يلهث متلمظًا من حسناء في مسلسل إلى حسناء في مسلسل آخر.. أي شعور بمعاناة الفقير يحس بها صائم يأكل في ليلة واحدة ما يكفي قرية أفريقية بأكملها؟ أي صحة يمكن أن تجيء من التهام وافر لأطعمة تقود إلى مختلف أنواع الأمراض؟ أي روحانية يمكن أن يحس بها الصائم في شهر يجسد المادية الطاغية بدءًا بالإعلانات، وانتهاء بجوائز المسابقات؟
الحق أقول لكم أنا -ولا أدري عنكم- أَحِنُّ إلى رمضان القديم كثيرا كثيرًا".
الجريدة الرسمية