رئيس التحرير
عصام كامل

ما نفعله برمضان.. (1)


هل نحن أمة متدينة بحق.. نعلى جوهر الدين أم نكتفي بالشكليات ونسرف في المظاهر.. هل ينسحب تديننا على سلوكياتنا وأفعالنا أم ثمة انفصال بين ما نؤمن به وما نمشي به بين الناس وما نلزم به أنفسنا من أوامر الدين ونواهيه.. إذا أردت أن تعرف إلامَ وصلنا فانظر إلى ما نفعله في شهر رمضان، وما نفعله برمضان.. لقد أصاب الراحل غازي القصيبى الهدف بدقة حين كتب في "الوطن السعودية" يصف أحوالنا مع رمضان هذا الزمان، وكان من بين ما قاله:


"غريبٌ أن نودع ضيفًا قبل وصوله، إلا أن هذا الضيف الغالي (رمضان) رحل عنا منذ زمن أحسبه يعود إلى فترة الطفرة الأولى، وحل محله رمضان آخر بملامح نعرف أقلها، وننكر معظمها.. رمضان القديم لم يكن "أولمبياد طعام" يتضاعف فيه استهلاك المواد الغذائية عدة أضعاف.. لم يكن موسم "تليفزيون نَجْمُد أمامه كالخُشُبِ المسنَّدة.. النساء والرجال والكبار والصغار.. لم يكن يأتي وفي صحبته مسلسلات لها أول، وليس لها آخر، وليس في واحد منها شيء عن تزكية النفس أو تنقية الروح.. لم يكن مسابقة في الفتوى بين المفتين، ولا في الجمال بين المذيعات، ولا في الذكاء بين المحللين السياسيين. لم يكن مدرسة للعادات السيئة يتعلم فيها الصغار الطعام المتصل والعبث المتصل والسهر المتصل.
ونكمل غدًا..
الجريدة الرسمية