محاولات إماراتية لإنهاء الحرب الأهلية في ليبيا.. فرض نفوذ أبو ظبي الدبلوماسي بجانب العسكري.. التأثير على جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل يبعد الإسلاميين عن حكم طرابلس.. والتنسيق مع القاهرة وموسكو
بعد الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في بحر فوضى لمدة ثلاث سنوات تقريبًا حتى طالت أرضها أمواج الحرب الأهلية، وبسبب فراغ السلطة الذي تركه وراءه انهيار النظام، تكالبت الدول الأجنبية لإعادة رسم مشهدها السياسي وفقًا لمصالحها الخاصة.
وفي تحليل نشره موقع "لوبلوج فورين بوليسي" الأمريكي، أبرز "تيودور كاراسيك" كبير مستشاري مركز "جلف ستات أنالايتكس" في واشنطن، تحالف تركيا وقطر لدعم الميليشيات الإرهابية، فيما تدعم مصر، وفرنسا، والأردن، وروسيا، والإمارات العربية المتحدة الجيش الوطني الليبي الذي يقاتل من أجل حكومة طبرق بقيادة الجنرال خليفة حفتر.
التنظيمات الإرهابية
ولفت كاراسيك إلى دعم الإمارات العربية المتحدة الحزب الوطني الليبي في إطار سياسة أبو ظبي الخارجية المتمثلة في التصدي للإسلاميين في المشهد السياسي بالوطن العربي بعد ثورات الربيع العربي عام 2011.
وحرصت الإمارات على تصنيف جماعة الإخوان إرهابية عام 2014، إذ تعتبر التنظيم تهديدًا وجوديًا وتفضل أن يكون الوطن العربي بيئة خالية منه.
ونوه كاراسيك إلى أن الإمارات ترى صعود الإسلاميين في المغرب تهديدًا لأمنها الداخلي، بسبب نشر أعضاء الإخوان في دول شمال أفريقيا نفوذ التنظيم في الخليج.
وبدأت الإمارات دعمها لخليفة حفتر منتصف عام 2014، ليس فقط بدعم قواته بالمعدات العسكرية ولكنها نفذت ضربات عسكرية ضد أعداء حكومة طبرق الإرهابيين عام 2014، ليكونوا أول هدف للجيش الإماراتي في دولة أجنبية.
مصر وروسيا
ولم تكتف الإمارات بذلك، ولكنها تعاونت مع مصر في القضايا العسكرية، بعد منحها مليارات الدولارات منذ عام 2013، وأيضًا تواصلت مع روسيا لتسليح الجيش الليبي بجانب التنسيق مع الجهات الخارجية الداعمة لحكومة طبرق لدعم حفتر في وجه الإرهاب والتطرف.
وفي مايو الجاري، التقى رئيس حكومة الوفاق الليبية "فايز السراج" قائد الجيش الليبي حفتر في أبو ظبي، وهو ما اعتبرته الإمارات حجر الزاوية في مسار ليبي لإنهاء الحرب الأهلية.
نفوذ دبلوماسي
ورأى كاراسيك أن هذا اللقاء الذي جمع السراج وحفتر يؤكد حرص الإمارات على فرض نفوذ أكبر على الصعيد الدبلوماسي وليس العسكري فقط، بجانب حرصها على الضغط على التأثير على جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل ينهي دعم الفصائل الإرهابية في طرابلس.
وحذر كاراسيك من غرق ليبيا في اضطرابات وأعمال عنف حال فشلت المبادرات الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية وحاولت قوات حفتر السيطرة على طرابلس لذا تحاول أبو ظبي التعاون مع القاهرة وموسكو لدعم نهج جديد بالأمم المتحدة.