البلاستيك القاتل
تحول عنصر البلاستيك إلى خطر داهم، يوشك أن يهدد حياة البشر على سطح الكرة الأرضية.. حيث يتم إلقاء نحو 100 مليون عبوة، تجد طريقها إلى مصادر المياه، وفي مقدمتها المحيطات. ولعله من الغريب أن نعرف أن محيطات العالم ستحتوي على نفايات بلاستيكية أكثر من احتوائها على السمك بحلول العام ٢٠٥٠.
وفي تقرير لمنظمة "آفاز" المهتمة بالبيئة، تؤكد أنه يتم استعمال نصف كمية المنتجات البلاستيكية في العالم لمرة واحدة فقط، قبل أن يتم رميها لتصل إلى البحار والمحيطات، فتدمر بيئاتها وتتسبب في قتل الحيوانات البحرية التي تعيش فيها.
وبعد أيام قليلة ستنعقد القمة التاريخية الخاصة بتحديد التزامات كل دولة تجاه تنظيف المحيطات من البلاستيك، وقد أسهم الضغط الشعبي في دفع أندونيسيا، ثاني أكثر بلد إنتاجًا للنفايات البلاستيكية في العالم، نحو اتخاذ قرار بخفض ما تنتجه من نفايات بلاستيكية بنسبة ٧٠٪.
وسواء كنا نعيش على الساحل أو في الداخل، فإننا نعتمد على المحيطات للبقاء على قيد الحياة، فهي المسئولة عن إنتاج معظم الأوكسجين الذي نتنفسه، فضلًا عن دورها في تنظيم المناخ والطقس وتكوين الغيوم الممطرة، كما توفر المحيطات موطنًا لما يزيد عن ٨٠٪ من جميع الكائنات الحية على هذا الكوكب، باختصار لا يمكننا أن نعيش من دون المحيطات.
لكن الآية انقلبت الآن وباتت المحيطات بحاجة لنا لكي لا تموت.
فقد دمر البشر بيئة المحيطات في جميع أنحاء العالم، ونحن بحاجة ماسة الآن لإعادة تأهيلها، حيث تنتج ٥ دول فقط أكثر من نصف كمية النفايات البلاستيكية في العالم.
كما أفاد تقرير صادر عن مؤسسة «إلين ماك آرثر» بالشراكة مع «المنتدى الاقتصادي العالمي»، بأن نحو 165 مليون طن من البلاستيك تغزو المحيطات، أي 25 مرة أثقل من الهرم الأكبر في مصر (خوفو)، وبحلول العام 2050 سيفوق عدد قطع البلاستيك أعداد الأسماك في المحيطات.
وأوضح التقرير أن السبب الرئيسي وراء ذلك يعود إلى استخدام البلاستيك على نحو متزايد (20 ضعفًا) في السنوات الـ50 الماضية، إلى جانب عدم إعادة استخدام أكبر كمية ممكنة من نفايات البلاستيك، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة تلوث المحيطات.
وتحقق التقرير من مدى حجم البلاستيك الملوث المحيطات، وتمكن من مقارنة الأمر مع إلقاء محتويات شاحنة مليئة بالبلاستيك كل دقيقة في المحيط، وفق ما نشر موقع «بيزنيس إنسيدر».
ويمكن للشركات الكبيرة أن تساعد في إعادة التدوير، إذ تنفق الحكومات نحو 80 بليون دولار على الأقل لصنع المواد البلاستيك الجديدة من الصفر سنويًا، ويعاد تدوير 14 في المائة من أغلفة البلاستيك التي تعتبر أكبر مصدر لتلوث المحيطات.
وهنا، علينا أن نتساءل عن موقف الأجهزة المختصة بالبيئة في مصر من المشكلة؟!