رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة المغربية تقيم مشاريع تنموية بالحسيمة لامتصاص غضب السكان

الملك محمد السادس
الملك محمد السادس

قالت الحكومة المغربية، اليوم الإثنين، إنها بصدد إنجاز مشاريع "هامة" للتنمية والبنية التحتية في إقليم الحسيمة بشمال المغرب في استجابة لمطالب السكان، الذين يواصلون احتجاجات منذ أكثر من 6 أشهر للمطالبة بمحاربة "العزلة والتهميش".


وأكدت الحكومة الإثنين، أثناء اجتماع بمدينة الحسيمة مع برلمانيين منتخبين والسلطات المحلية وبعض ممثلي المجتمع المدني إنها تخطط لتنفيذ مشاريع "تنموية وبنية التحتية" تصل إلى 533 مشروعًا في العديد من القطاعات.

وقال والي الحسيمة، محمد اليعقوبي، إن هذه المشاريع تقدر قيمتها بنحو 6.5 مليار درهم (نحو 650 مليون دولار) في إطار مشروع "الحسيمة منارة المتوسط" الذي أطلقه العاهل المغربي محمد السادس في عام 2015 بهدف تطوير البنية التحتية وخلق مشاريع تنموية في المنطقة.

وبدأت المظاهرات في منطقة الريف وخصوصًا في الحسيمة بشمال المغرب قبل أكثر من 6 أشهر، منذ مقتل بائع سمك سحقًا داخل شاحنة للقمامة عندما حاول استعادة أسماكه التي صادرتها الشرطة في أكتوبر الماضي.

وتصاعدت حدة الاحتجاجات أخيرًا بسبب تصريحات لمسئولين مغاربة اتهموا فيها بعض المحتجين في الريف "بالنزعة الانفصالية".

ودعت الاحتجاجات التي كانت سلمية في معظمها إلى "فك العزلة عن الريف" ورفع "التهميش عنه" كما رفعوا مطالب اجتماعية تمثلت في التعليم والصحة واللتشغيل.

ونفى وزير الداخلية عبد الواحد الفتيت، أن تكون المنطقة تخضع "للعسكرة" وقال إن "الترويج لمثل هذه المغالطات ليس في صالح أحد..لا الناس ولا الدولة ولا الاستثمار".

وفي مجال الحلول التي قدمتها الحكومة للاستجابة لمطالب السكان وفك "العزلة" عنهم قال وزير التجهيز والنقل والماء، عبد القادر عمارة، إن "الدولة بصدد إنجاز الطريق السريع بين مدينتي الحسيمة وتازة (في شرق المغرب) على مسافة 150 كيلومتر".

وأضاف أن 70% من الأشغال تم إنجازها وستكون الطريق جاهزة مع نهاية 2018 أو بداية 2019.

وأكد: "سيكون لدينا فك عزلة عن مجموعة من الجهات بالمنطقة ستنعكس على الرواج السياحي بها على اعتبار مؤهلات المنطقة".

وقالت كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل، شرفات افيلال، إن الحكومة تنفذ مشروعًا لحماية 12 مركزًا سكانيًا من الفيضانات.

وأضافت قائلة: "المشكلات الصعبة ستكون وراءنا بعد بضع سنوات".

وأوضح وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، أن الحسيمة تستفيد من برنامج "مخطط المغرب الأخضر" الذي يستهدف عددًا من مناطق المغرب، وأيضًا في إطار برنامج "الحسيمة منارة المتوسط".

وقال إنه تم غرس "13 ألف هكتار من الأشجار.. وكذا تأسيس معامل لتحويل اللوز ومصانع الحليب..وفي مجال الصيد البحري تم تقديم طلبات عروض لتشغيل الشبان".

ولفتت الحكومة أيضًا إلى أن لها مشاريع أخرى في مجال الصحة والتعليم والفن والرياضة كبناء مستشفى متعدد الاختصاصات وملاعب رياضية ومعهد موسيقي.

وعرفت منطقة الريف التي خضعت للاستعمار الإسباني بعض الاحتجاجات الاجتماعية خصوصًا في عهد العاهل الراحل الملك الحسن الثاني الذي قمع بشدة ثورة في الريف في عام 1958، وكان آنذاك وليًا للعهد، كما انتفضت المنطقة في احتجاجات اجتماعية في عام 1984 إلى جانب عدد من مناطق المغرب.
الجريدة الرسمية