رئيس التحرير
عصام كامل

التوريث في الرياضة.. حلال أم حرام !


لا أحد ينكر أن لفظ "التوريث" كان أحد أهم الأسباب التي أسهمت في مرور مصر بهذا الكم من المشكلات والأزمات منذ ما يقرب من 8 سنوات تقريبًا.. ولذلك أصبحت هناك حساسية شديدة من هذا اللفظ حتى لو تم تطبيقه على مجال غير السياسة.. وأنا واحد من المقتنعين تماما بأن "التوريث" ليس حراما ولا يمكن منعه لا في مصر ولا في أي مكان بالعالم ولكن بشروط.


وإذا تحدثنا عن التوريث في أي مجال سنجده موجودا ولن يختفى وهذا طبيعي ومنطقي لأن التوريث قد يكون "رزقا" منحه الله للشخص المورث.. فمثلا عندما يكون هناك شخص في منصب ما فمن الطبيعي جدا أن يسعى لتوريث ابنه في هذا المنصب أو هذا المكان الذي يعمل فيه وهنا يكمن معنى "الرزق".. فربما يكون وجود الوالد في هذا المكان بمثابة رزق للابن أو الابنة.. هذه هي القاعدة العامة ولكن للأسف الشديد نحن نستخدم هذه القاعدة دون أي ضوابط بل على العكس نكسر كل الضوابط والقواعد من أجل فرض ما يجب عدم فرضه.. فإذا كان هناك ضابط شرطة مثلا لديه ابن لا تنطبق عليه الشروط التي تجعله مثل والده وتجده في النهاية مقبول في كلية الشرطة لمجرد أن والده في هذا المنصب.. وهذا من وجهة نظري التوريث الحرام.

وما ينطبق على ما ذكرناه ينطبق على جميع القطاعات ومنها على وجه الخصوص الرياضة.. وهنا الوضع قد يكون مختلفا قليلا لأنه لو هناك لاعب نجم ومميز لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون ابنه نجما مثله إلا إذا كان فعلا تنطبق عليه شروط النجومية.. إذن الموهبة هنا لا يمكن أن تورث.

أيضًا في الإدارة الرياضية لا يمكن بأي حالة من الأحوال أن تفرض التوريث إلا إذا كان المورث يفرض نفسه بنفسه والدليل على ذلك لم نجد أحد أبناء صالح سليم، رئيس الأهلي الراحل، في الإدارة.. ونفس الوضع ينطبق على أي مسئول رياضي قد يكون لديه ابن مشبوه أو غير مؤهل ويصر على توريثه لمجرد أنه قادر على التوريث.

إذن التوريث في الرياضة من وجهة نظري لا يبتعد كثيرا عن التوريث في أي مكان آخر مع الاختلاف البسيط في نوعية المكان على اعتبار أن القطاع الرياضي يشمل الكثير من الأشكال تبدأ من مسئول إلى موظف إلى مدرب إلى حكم إلى إداري إلى عامل غرفة ملابس.

فـأهلا بالتوريث الرياضي "الحلال" الذي يجعلك تقتنع بأنه ما أجمل التوريث مع من يستحق.. وسحقًا لأي توريث "حرام" يجعلك تلعن كل من أسهم وساعد وحرض عليه!
الجريدة الرسمية