السياحة ولندن والقاهرة
السياحة إلى عاصمة الضباب تزدهر بزيارة عشرين مليونا من السياح هذا الصيف.. والواقع أن لندن مدينة جاذبة للسياحة تماما.. فهي أهم المدن في الاتحاد الأوروبي (فهى لم تخرج بعد) وعاصمة المال والسوق والبزنس.. وفيها كافة خدمات السياحة من أماكن جاذبة وفنادق عالية الفخامة ومتوسطة ومتواضعة لكافة أنواع السياح الأغنياء ومتوسطي الدخل والفقراء أيضا، كما تمتاز بكل أنواع المطاعم من جميع الأذواق الأوروبيةً والآسيوية والشرق أوسطية وتجد فيها الفول والفلافل بجانب الكاري والأستيك البرازيلي والأسماك والمشروبات بكل أنواعها.. كما أن أماكن الترفيه لا حصر لها من مسرح وسينما وملاهٍ ومعارض وجاليري ومتاحف..
تتمتع لندن بالنظافة والانضباط مع أن مشكلةً التلوث قائمة، ولها نظام مواصلات دقيق منضبط يحترم المواعيد والركاب، وأسطول من الحافلات يوصل إلى كل أنحاء المدينة التي مساحتها نحو ألف وستمائة كيلومتر مربع وتعدادها نحو تسعة ملايين، وبها أماكن يهتم بها السائحون مثل متحف لندن، وساعة بيج بن، ومبني البرلمان الذي يعد هو والمتحف البريطاني أجمل أبنية إنجلترا، وهي طبعا عاصمة المملكة المتحدة البريطانية الملكية الدستورية العريقة في الديمقراطية والحرية..
السياحة تدر نحو عشرين مليار يورو سنويا، وهذا يدفعنا إلى أن ننظر إلى قاهرة المعز ونتساءل: لماذا لا نحقق بعضا من هذا النجاح في السياحة؟.. القاهرة أعرق.. وأكثر ثقافة.. أرض زاخرة بالحضارات الفرعونية واليهودية والمسيحية وطبعا الإسلامية.. الأماكن الأثرية في كل شبر من أرض القاهرة.. وعبق الماضي.. والتاريخ.. والآثار.. والنيل.. والصحراء.. والمساجد والكنائس.. والأديرة.. وسيناء..
لكن القاهرة ينقصها الهدوء والانضباط والمواصلات والفنادق.. إذا أردنا السياح لابد أن يكون عندنا خبراء في السياحة، وليس موظفين أو بائعي أنتيكات مقلدة.. يجب أن يكون لدينا خبراء يحبون مصر أولا وأخيرا.. ونقول إن السياحة علم وتجارة.. فلنفهم هذا تماما ودعنا من اجتماعات وسفريات مصيرها الفشل.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.