آثار مصر تجتمع في الفسطاط.. إنشاء 11 مخزنا بمتحف الحضارة يسع كل كنوز الفراعنة.. المياه وغازات خاملة لحمايتها من الحريق.. إدراج النيتروجين لحفظ المومياوات.. واليونسكو تشارك في خطة التأمين

منذ سنوات عديدة تعاني القطع الأثرية بالمناطق والمتاحف من عدم وجود مخازن مجهزة لتخزين كنوز مصر من حضارة الأجداد، الذين تركوها لأحفادهم بمئات الآلاف، وهو ما عرَّض العديد منها للسرقة والضياع، ودفع وزارة الآثار إلى التفكير في إنشاء بعض المخازن المجهزة لتخزين الآثار وتأمينها بأحدث وسائل التأمين ضد السرقة والحريق.

11 مخزنًا
كشف المهندس محروس سعيد، مدير عام المتحف القومي للحضارة المصرية، أن هناك 11 مخزنًا نوعيًا لحفظ الآثار بالمتحف القومي، وهي مختلفة عن باقي مخازن الآثار في المناطق الأثرية الأخرى، مشيرًا إلى أنها مقسمة حسب نوع الآثار على سبيل المثال، مخزن أحجار لأكثر من 150 كيلو، ومخزن للأحجار الصغيرة الأقل من 150 كيلو، ومخزن للأخشاب وآخر للمعادن.

أخطار الحريق
وأوضح سعيد في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أن كل مخزن مؤمن ضد أخطار الحريق بطريقة وتكنولوجيا مختلفة حسب نوع الأثر المحفوظ بداخله، وعلى سبيل المثال مخزن الأحجار مؤمن ضد أخطار الحريق بـ "الفوج" أو الإطفاء برذاذ المياه، ولكن بالنسبة للنسيج والمومياوات يتم الإطفاء بغاز خامل وهي أسطوانات بها هذا الغاز وفور استشعار أي حريق يملأ هذا الغاز الفراغ في لمح البصر، دون التأثير على الأثر أو الأفراد.

اليونسكو
وأشار "سعيد" إلى أن هيئة اليونسكو أسهمت في تأمين هذه المخازن، حيث أرسلت خبراء دوليين منها لمراجعة منظومة الإطفاء والتأمين، ومن المقرر أن تسع هذه المخازن كل آثار الوزارة بالكامل، وهي مهيأة لحفظ كل أنواع الآثار التي بها مخزن للمجوهرات والمومياوات، حيث تحفظ في أدراج بها نيتروجين 24 ساعة يحفظها من أي أخطار، وكل المخازن العضوية مؤمنة بغاز خامل والأحجار مؤمنة برذاذ المياه، وأخرى مؤمنة بغاز ثاني أكسيد الكربون، وتم تنفيذ هذه المخازن ضمن المرحلة الثانية لمتحف الحضارة والتي بلغت 400 مليون جنيه.

وأضاف «سعيد» أن هذه المخازن تسع كل آثار مصر، مشيرًا إلى أنه من المقرر نقل جميع القطع الأثرية بالمخازن المتحفية غير المؤمنة بشكل كافِ إليها لحمايتها من السرقة والنهب.

قاعات المتحف
وأكد أن عدد القطع التي من المفترض أن تعرض في المتحف عند افتتاحه، 50 ألف قطعة أثرية تعرض في نحو 9 قاعات بالمتحف، وتضم قاعة النيل، وتحتوي على كل ما يتعلق بالنيل من مشاريع مختلفة أقيمت على ضفاف النيل، والآلات المختلفة التي استخدمت للري، وقاعة الكتابة وجارِ إعداد العرض الخاص به، ويضم الثقافة المادية مثل العمارة بكل أشكالها والحرف المختلفة التي قامت على مر العصور، والتواصل عبر العصور، وقاعة المعتقدات الدينية، وتتحدث عن المعتقدات المختلفة وجميع الأديان، وقاعة الدولة والمجتمع، وتتحدث عن رجال الدولة والمناصب المختلفة والعطايا، قاعة الدوم، طبيعة الأرض المختلفة وأول إنسان ظهر على وجه الأرض 3 هياكل عظمية هيكل نزلة خاطر وهيكل عصر الترامسة 55 ألف سنة قبل الميلاد، وقاعة تجمع مجموعة من الشاشات تزور من خلالها كل العصور المختلفة والحقب التاريخية، المومياوات الملكية من بداية الأسر 18 و19 و20، وستضم 16 مومياء ملكية فقط، وسيتم عرضها بالتوابيت الخاصة بها، والعرض المركزي، ويتحدث عن الحضارة المصرية من خلال تسلسل زمني واضح والتميز الموجود في كل مرحلة زمنية.