رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي.. وحل مشكلة الكهرباء!


كتبت مقالات ساخطة على أحوال الكهرباء وأداء وزيرها قبل يونيو 2015، وقلت وقتها: "لا أدري لماذا عدت بذاكرتي للوراء وتذكرت ما كانت تعانيه مصر في عصور مضت من فقر في الخدمات الأساسية.. تذكرت كل ذلك حين لاحظت كغيري الانقطاع المتكرر للكهرباء لساعات طويلة في القاهرة والمحافظات، وربما يكون ذلك مقبولًا لو حدث في أعقاب حروب خاضتها مصر واستنزفت مواردها.. لكن ما ليس منطقيًا أن يحدث ذلك الآن في ظل تطور الخدمات والمرافق، فانقطاع الكهرباء ظاهرة قديمة ارتبطت في أذهان الناس بالتخلف العلمي والتكنولوجي.. أما الآن فهناك زيادة ملموسة في موارد وزارة الكهرباء..


وذلك تناقض يدعو للتساؤل: إذا كان ذلك كذلك فلماذا تنقطع الكهرباء.. هل من المعقول أن يحدث ذلك في قطاع منتج يأتيه عائد منتظم كل شهر.. وإذا كان البعض يتذرع بزيادة الإهمال وكثرة استخدام أجهزة التكييف التي جاوز عددها 5 ملايين، وغيرها من الأجهزة المنزلية في أوقات الذروة.. فأين خطط الحكومة واستراتيجياتها للمستقبل.. وكيف يغيب عن المسئولين فيها أنه من الطبيعي أن تزداد معدلات الاستهلاك بزيادة السكان وتحسن مستوى معيشتهم وازدياد احتياجاتهم.. ولا أدري كيف لم يدر بخلد المسئولين أن الناس لا تستطيع العيش دون كهرباء.. كيف يستطيع المرضى ولاسيما الحالات الحرجة الحياة دون أجهزة إفاقة وإنعاش في العناية المركزة.. ألا يعلم هؤلاء المسئولون أن أداء الخدمات في المرافق الأخرى مرهون بوجود الكهرباء..

انقطاع الكهرباء مَضرَّة كبيرة، تصيب الحياة بالشلل التام، وتعرض صحة الناس للخطر، وتتسبب في تلف الأجهزة الكهربية وتكبد المجتمع خسائر كبيرة تُخصم في النهاية من موارد الدولة واقتصادها القومي.. ولا يمكن لأي استثمار جديد أو سياحة أن يتحقق دون كهرباء.. وماذا سنصنع عندما يتجاوز عددنا 100 مليون نسمة.. أين خطط الحكومة للسنوات المقبلة؟"..

هذا بعض ما كتبته في هذا المكان عام 2012.. واليوم تغير الواقع وتبدل السوء حُسنًا؛ إذ أدرك الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية أنه ما من تنمية حقيقية من دون توفر طاقة كافية، وأن الكهرباء صارت كالماء والهواء، وأنه لا بد من توفيرها بأي ثمن ومهما يكلفنا ذلك من أموال.. لذلك كنت أرجو أن نستهل هذا الصيف الحار بحديث منصف عما تحقق من إنجاز كبير في قطاع الكهرباء.. كيف كنا وكيف أصبحنا.. لماذا لا نشيد كما نهجو وننتقد.. لماذا لا نشد من أزر المسئول إذا نجح في عمله فأنجز وأصلح.. لماذا يصر بعضنا على وضع الإعلام في خانة الاتهام بالسوداوية وتهويل المثالب وتحقير المزايا والمنجزات.. هل هو السعي الحثيث لكسب الإعلانات وزيادة نسب المشاهدة.. أليس الوطن خيرًا وأبقى؟!

وإذا كان الرئيس السيسي نجح بإمتياز في حل أكبر أزمة كانت تواجه مصر ومستقبلها الأمني والاقتصادي والاجتماعي فإننا نرجوه أن يواجه أزمات أخرى لا تقل أهمية عن الكهرباء كالبيروقراطية والروتين ونقص الإنتاج وارتفاع الأسعار والانفلات الذي أصبح موجودًا في كل شيء وأي شيء.

الجريدة الرسمية