رئيس التحرير
عصام كامل

لا تشارك يا سيادة الرئيس!


المتابعون والقراء يشهدون أننا نحذر منذ أشهر بالكتابة وبالإذاعة وبالتليفزيون من سعي الولايات المتحدة وترامب إلى تشكيل حلف عربي سيطلقون عليه-أو حتى بغير تسمية-الحلف السني، أو أي اسم آخر ليتم استمرار الصراع في المنطقة العربية، لاستمرار نزيفها البشري والمادي، ليتحول الصراع في بلادنا من صراعات سياسية إلى صراع مذهبي طائفي سني شيعي !!


تريد الولايات المتحدة-أو من يخطط ويحكم العالم سرا-أن يتقاتل المسلمون ويعتقد كل طرف أنه أقرب إلى النصر وقادر على حسم المعركة، وهو الأمر نفسه الذي جري في حرب العراق وإيران وقد ظن البعض- وبعض الظن إثم -أنه قادر على حسم الحرب في ساعات.. أو حتى أيام.. أو حتى أسابيع.. وإذ بها تستمر ثماني سنوات كاملة خسرنا مليوني شهيد وملايين الجرحي وملايين المشردين و500 مليار دولار لحرب انتهت عام 1988 أي منذ ثلاثين عاما كاملة! فماذا لو اشتعلت الحرب بين جبهتين كبيرتين، وليس دولتين فقط وفي أحوالنا الحالية؟! كم مليون شهيد سنفقد وكم تريليون دولار سنخسر وكم عاما ستستمر الحرب؟

المخطط هو الاستمرار لمخطط الربيع العربي بطريقة أخرى، بعدما أفشلته مصر، وصمدت فيه سوريا، وتعثر في تونس، ولذلك فهذا الالتفاف لن يستفيد منه إلا إسرائيل التي ستخرج منه بعد سنوات طويلة الأقوي وصاحبة اليد الطولي في المنطقة، ولم يخجل موقع "ديبكا" الصهيوني أن يقول أمس ما قلناه قبل أيام حرفيا في مقالنا على فيتو بعنوان "مصر وخطة ترامب الكاملة لتدمير المنطقة" وقد شرحنا فيه الخطة بالتفصيل إلا أن موقع ديبكا المقرب من المخابرات الحربية الصهيونية يؤكد أن"إسرائيل" هي التي ستزود هذا الحلف بالمعلومات من خلال أقمارها الصناعية!

قلنا سابقا إن مصر تعي المخطط تماما، ولن تقدم جيشها للفخ المنصوب، وقلنا أدلتنا بما لا يستوجب إعادتها وحتى اللحظة لم يؤكد الرئيس السيسي حضوره لقمة ترامب في الرياض، بينما غيره أعلن حضوره ورغم تأكيدنا عن احتمال مراعاة مصر الجوانب البروتوكولية في الأمر، وحضور الرئيس السيسي شكليا دون أي التزام بأي شيء طبعا وقد يكون الحضور للجلسة الافتتاحية فقط إلا أننا على ثقة مطلقة بعدم مشاركة مصر في أي أحلاف على اسس مذهبية وطائفية ولا في أي أحلاف لا تحارب الإرهاب الحقيقي الذي يهدد المنطقة والعالم، ومع ذلك بل ورغم كل ذلك نخاطب رئيسنا بألا يشارك في القمة، بل وندعو الشعب المصري كله إلى مشاركتنا الدعوة، وأيضا الاحتشاد خلف الرئيس ليعرف العالم مدي الرفض الشعبي المصري لذلك.. وحجم دعم المصريين للرئيس فيها..

ولنرسل رسالة للعالم بأن شعبنا يعرف أعداءه الحقيقيين، وأنه يرتب أولوياته وفقا لمصالحه ومصالح شعوب المنطقة وليس في تدميرها، وأن أولوياته الحفاظ على وحدته ومواجهة الإرهاب والتنمية، وليعرف العالم أن الرئيس يمثل شعبه في ذلك، وهو ما يتطلب أن يعبر المصريون عن ذلك بكل الوسائل الممكنة، ومنها إعادة نشر هذا المقال أو بالكتابة على شبكات التواصل الاجتماعي أو ببيانات الأحزاب السياسية، لتتحول مصر كلها في هذه القضية إلى كتلة واحد متماسكة تضرب مثلا في التوحد شعبا وقيادة.. في الاتجاه الصحيح!
اللهم بلغت..اللهم فاشهد !
الجريدة الرسمية