رئيس التحرير
عصام كامل

نيويورك والقاهرة والتلوث


مدينة نيويورك عاصمة ولاية نيويورك.. من أكبر الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر مدينة في التعداد السكاني إذ يبلغ تعدادها نحو تسعة ملايين نسمة، وهي ذات أكبر تأثير في التجارة والمال والفنون والإعلام والبحث العلمي والتكنولوجيا والتعليم والموضة والترفيه.. يدخلها يوميا نحو خمسة ملايين ويخرجون منها خلال منظومة محكمة من وسائل النقل أهمها المترو والحافلات وطبعا السيارات.. ومترو الإنفاق فيها معقد جدا وسريع جدا حتى أنه في بعض المسارات السريعة تصل سرعته إلى أكثر من مائة وعشرين كيلومترًا في الساعة.. وهى مدينة ديناميكية سريعة الحركة وزحامها مخيف في حركة المرور وحركة الناس ومحال الطعام والكافيهات وتقريبا في كل شيء.. وهذا طبعا ينعكس على التلوث البيئي والذي وصل إلى أعلى الدرجات في السبعينيات من القرن الماضي.


والمعروف علميًا أن تلوث الهواء الناتج من المركبات هو المسئول عن أكثر من خمسين في المائة من انبعاث أول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين وأكثر من خمسة وعشرين في المائة من الهيدروكربونات التي تلوث الهواء الذي نستنشقه.. كما أن الاحتراق الناتج من إنتاج الطاقة مثل الديزل يبث في الهواء ثاني أكسيد الكبريت والذي يتفاعل في الجو وينتج حبيبات دقيقة تكون أكبر ضرر للأطفال ومن يعانون من الحساسية.

وضعت مدينة نيويورك خططا وبرامج لمكافحة تلوث الهواء وتم تنفيذه وذلك بتركيب مئات من قياسات التلوث داخل المدينة على مستوى الطرق ووجدوا أن التلوث الناتج من واحد في المائة من المباني التي تستخدم الديزل في التدفئة يفوق التلوث الناتج من كل المركبات التي تجري على الطرق جمعاء.. كذلك تم التحكم في التاكسيات التي يبلغ تعدادها نحو خمسة عشر ألفا لكي تكون أكثر كفاءة في الاحتراق مع تحويل جزء كبير منها إلى الهيبرد الذي يستخدم الكهرباء والبنزين ووقف استخدام الديزل في التدفئة في المنازل.

وتشجيع الناس على المشي وركوب الدراجات وغير ذلك مما يساعد على تقليل الانبعاث.. وبعد عدة سنوات قليلة أصبح الهواء أكثر نظافة وزادت كفاءته وهذا أدى إلى زيادة متوسط العمر ثلاث سنوات.. ألا نستطيع عمل نفس الشيء في القاهرة التي وصل فيها التلوث إلى مستوى بالغ الخطورة في الهواء والماء والضوضاء والعمارة وحتى النيل.. القاهرة مدينة عريقة جدًا في ثقافتها وآثارها وتاريخها وعمارتها وحتى تخطيطها وجغرافيتها ويجب أن نحافظ عليها ويكون عندنا الإرادة السياسية لحمايتها من هذا التلوث الذي وصل إلى مرحلة الخطر.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الجريدة الرسمية