رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة السيسي «الكاشفة» إلى قنا !


يقول الرئيس إننا نحتاج إلى تريليونات لننهض ببلدنا! وهكذا قال تقريبًا وزراء الحكومة واحد بعد آخر في معظم زيارات الرئيس إلى مناطق العمل أو إلى أماكن افتتاحات المشروعات التي بدأت العمل الأشهر الأخيرة!


وإن كانت الأموال التي يسعى الرئيس لتوفيرها سيهب الجزء الأكبر منها إلى الخدمات من الطرق والكباري والمستشفيات والمدارس والمعاهد والمرافق أخرى مثل السكك الحديدية.. وإن كان الرئيس يذهب إلى أسوان فيجد كيما أسوان واحد واثنين ويجد هناك السد العالي وقد أسسا في الستينيات.. ويذهب إلى نجع حمادي ويجد مجمع الألومنيوم العملاق أكبر مجمعات صناعة الألومنيوم في العالم الثالث كله وقد تأسس في أواخر الستينيات.. ويذهب إلى سوهاج ويجد غزل سوهاج.. وإلى أسيوط فيجد غزل أسيوط..

ويذهب إلى المنيا فيجد غزل المنيا.. وإلى الفيوم فيجد نفس المصنع وكلها تتبع شركة مصر الوسطى التي تأسست عام 1962.. وكذلك تطويرات كبرى في مصانع السكر بل إن محافظة الوادي الجديد نفسها التي يتبعها أغلب مشروع الـــ1.5 مليون فدان أعلنت كمحافظة لأول مرة في أكتوبر من العام 1959 فماذا فعلوا في الصعيد في الأربعين عاما الأخيرة؟

انتهت حروبنا مع العدو الإسرائيلي منذ 44 عاما فأين ذهبت الأموال وخطط التنمية؟ أين ذهب عائد قناة السويس التي لم تتوقف ولله الحمد منذ عام 1975 ؟ وأين ذهب الدعم العربي الممتد منذ أكتوبر 73 وحتى اليوم ؟ وأين ذهبت أموال المعونة الأمريكية الممتدة من 79 وحتى اليوم؟ أين ذهبت تحويلات المصريين وقد انطلقوا منذ السبعينيات إلى كل أنحاء العالم خصوصا الخليج العربي؟ وأين ذهبت أموال الاستثمارات التي من المفترض أنها تدفقت إلى مصر بعد قوانين الاستثمار الشهيرة بقوانين الانفتاح عام 74 ؟!

ربما أقيمت مشروعات أخرى هنا وهناك لكن تظل قيمة المشروعات بقدرتها على تغطية مطالب الناس.. فمصنع مثل غزل الفيوم مثلا كان يعمل به قبل تراجعه 7 آلاف عامل وهذه أرقام عام 1962! أي رقم كبير بالنسبة لعدد السكان وقتها، وبالتالي بما يوفر فرص عمل كبيرة نسبيا ومن مصنع واحد تستوعب كل طاقة قادرة على العمل!

وإن كان الجملة الشائعة أنه "لم تجدد منذ الستينيات" أو منذ "أقيمت في الستينيات" فماذا فعلوا في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات والألفينيات؟!

النتيجة السابقة تدفعنا للقول بضرورة فتح المزيد من ملفات الفساد في الأراضي التي تحدث عنها الرئيس السيسي وغيرها من الملفات.. كل فساد دفع ثمنه الشعب المصري ويعاني اليوم من انهيار في مختلف المرافق ويعاني أيضا في توفير الأموال اللازمة للنهوض بها !!
لا تتركوا فاسدا واحدا تسبب في معاناة شعبنا مهما كان حجم فساده ومهما بلغت حجم المعاناة التي تسبب فيها!
الجريدة الرسمية