رئيس التحرير
عصام كامل

طهر طهر يا وزير الأوقاف!


كم سالم عبد الجليل آخر في وزارة الأوقاف؟ وكم عبد الله رشدي آخر في الوزارة نفسها؟ ومن بين أكثر من مائة ألف مسجد في مصر كم متسلل بأفكاره المتطرفة المنحرفة بأصول الإسلام يوظفون منابرها لخدمة انحرافهم وتطرفهم؟ نصفهم؟ ثلثهم؟ ربعهم؟ عشرهم؟ هل يحتمل الإسلام العظيم أن يسيء إليه في مثل هذه الظروف 10 آلاف متطرف؟


بل هل يتحمل الإسلام أفعال هؤلاء حتى في غير الظروف الحالية؟ هل يستحق إسلام العدل والعقل والعلم والرحمة والتسامح مثل هذه العقول المغلقة المنغلقة التي تحفظ ولا تفهم وتسمع ولا تقرأ ؟ هل تحتمل مساجدنا من يحملون فكر التشدد والصحراء والبداوة أن يقوموا بمهام الدعوة عن دين عظيم وتقديمه للناس؟ هل نقبل أن يقدم ديننا على لسان من لا يعرفون فقه الأولويات وفقه الموازنات ولا فقه المعاملات؟ ولا من لا يعرفون معاني التجديد والاجتهاد ولا وظيفة رجل الدين الأساسية وهي مطابقة الشرع على الواقع؟

وإن كان الإسلام لا يحتمل.. فهل الوطن يحتمل؟ هل يحتمل الوطن آلاف المتطرفين يشعلون النيران خمس مرات في اليوم أو مرة كل يوم أو حتى مرة كل جمعة؟ إن كنا نفتش على المستشفيات ودور الأيتام وفي المطاعم الكبرى ومخازن السلع الأساسية وفي التربية والتعليم لنطهرها من كل مسيء بداخلها يضر بمصالح الناس ويسيء إليهم، فضلا عن مؤسسات أخرى تطهر نفسها بنفسها وفق آليات منضبطة ومحددة ومعروفة فمن باب أولى أن يتم تطهير المساجد منهم وإبعادهم عن الاتصال بالناس وتقديم سمومهم..

وكما بدأ وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة مسئولياته وبدأ بإجراءات إصلاحية كبيرة حتى كاد أن يكون منفردًا في معارك التطهير.. إلا أنه اليوم مطالب أيضًا باستكمالها.. لا وقت للتباطؤ ولا للتساهل مع كل ما يعرض الدين والوطن للخطر.. وعلى كل الأجهزة أن تدعم وزير الأوقاف في معركته.. إنها معركة الوطن بأكمله!
الجريدة الرسمية