رئيس التحرير
عصام كامل

«موت وخراب ديار».. التغيرات المناخية تهدد بغرق أراضي الدلتا.. وفقدان 20% من مياه النيل الضرر الأبرز.. خسارة التربة الزراعية ضمن القائمة.. ووزير الري يستعد بائتلاف عالمي لإنقاذ خط الدفاع الأو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

النهر الخالد بات مهددا، لا يقتصر الأمر على سد النهضة فقط أو مشروعات أخرى تعلن دول حوض النيل بين الحين والآخر إنها بصدد تنفيذها، ولكن الطبيعة ذاتها تداخلت فيما بات يعرف بالتغير المناخي والذي يؤثر على نهر النيل والموارد المائية العذبة.


ويقصد بالتغير المناخي هي الانبعاثات الحرارية التي تزداد بين الحين والآخر ما يؤدي في النهاية إلى تغير في درجات الحرارة خاصة في القطبين الشمالي والجنوب، وزيادة ذوبان الجليد ومن ثم مستوى سطح البحر لإغراق بعض المناطق الزراعية والمدن السكانية.

اقرأ..باحثون يحذرون من غرق مدينة البندقية خلال 100 عام بسبب التغير المناخي


ورغم أن الحديث الأكبر عن سد النهضة فيما يخص الموارد المائية المصرية المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب من نهر النيل، إلا أن تقرير لجامعة «يال» الأمريكية ينبه لخطر آخر متمثل في التغير المناخي وأثره على الدلتا وبالتالي على المياه العذبة.

وفي التقرير يوضح الباحث «ريتشارد كونيف» أن مصر تعد ضمن أفقر البلدان مائيًا فنصيب الفرد فيها 660 متر مكعب في حين أن متوسط الفرد في الدول غير الفقيرة المائية لا يقل عن 1000 متر.

اقرأ ايضًا..«فابيوس» يعلن التوصل لاتفاق نهائي للحد من التغير المناخي

وفيما يخص منطقة الدلتا والتي تمتد لأكثر من 160 كم ويعيش فيها 45 مليون نسمة وتعد «سلة غذاء» مصر، أوضح التقرير أن الخطر الذي يحاوطها هو ارتفاع مستويات سطح البحر بدرجات متسارعة خلال السنوات الماضية، موضحًا أنه في حالة ارتفاع مستوى سطح البحر نصف متر يعني هذا تقليص مساحة الدلتا بنسبة 19%، وفقًا لعلماء الجيولوجيا.

لا يقف الأمر عند هذا الحل، فبحسب الدراسات التي نشرها التقرير فإن انحسار أراضي الدلتا لها توابع أخرى مثل أن تفقد الأراضي خصوبتها ما يقلل كميات الغذاء المنزرعة حتى لو توافرت الماء مع استمرار الحصار سيؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر ما يمكن اختلاطها بمياه نهر النيل ومن ثم فقدات ما يقرب من 20% من مياه النهر.

المشكلة السكانية ستكون حاضرة كما يوضح التقرير، لافتًا إلى أن هذا الانحسار سيؤدي إلى هجرة سكانية من تلك المنطقة لا تستوعبها القاهرة وهو ما يمثل عبئا اقتصاديا كبيرا.

من ناحية وزارة الري فكانت حاضرة فيوضح الدكتور محمد عبد العاطي أن مصر بدأت اتخاذ خطوات لتلك الأخطار من خلال ائتلاف الدلتاوات الذي يشترك فيه 200 دولة ويعمل خبراء من أجل حماية المناطق المعرض للخطر.

وأوضح وزير الري أن الكثير من تلك الدول باتت مهددة والائتلاف سيعمل على عدة محاور أهمها البنية التحتية لكل دلتا، والعمل على تقليل المخاطر التي تواجهها كل عام، مشيرًا إلى أن هناك فرص تنمية اقتصادية حقيقية في تلك الأماكن.

وكشف وزير الري أن منطقة الدلتا في مصر ومثلها في كل دول العالم بمثابة خط الدفاع الأول للتكيف مع التغيرات المناخية، لافتًا إلى أن ضحايا تلك المناطق سنويًا يقدر بـ200 مليون شخص حول العالم.

وأضاف «عبد العاطي» أن الخطر الأكبر في تلك المناطق هو الكتل السكنية الكبيرة المعرضة للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات بشكل أكبر وهو ما يؤكد أن تأمين تلك المناطق واجب عالمي.
الجريدة الرسمية