مخطط ترامب بعد تسليح الأكراد !
إن كان ترامب طرح في برنامجه الانتخابي محاربة داعش فلماذا يسلح الأكراد بحجة مواجهة داعش؟ وإن كان تسليح الأكراد للدفاع عن أنفسهم فما المقصود بلفظ "أنفسهم"؟ أليسوا جزءا من الشعب السوري؟ والأرض التي يعيشون فيها جزء من سوريا؟!
بالطبع الأسئلة السابقة استنكارية فلم يحدث إلا الإعلان عن التسليح فقط لكنه يجري منذ فترة، ولأننا أيضا نتحدث من رؤية ثابتة تدرك أن هناك مخططا يجري في المنطقة، ومن رؤية تدرك أبعاد المخطط الذي يستهدف سوريا وكل العرب، ومن رؤية تدرك أن المخطط المقصود لم يتوقف لحظة واحدة حتى في ظل انشغال الولايات المتحدة بانتخاباتها الرئاسية، وبما يعني أن الجهة التي تدير المخطط لم تتوقف ولم تنشغل بالانتخابات وتدير خططها بشر وبخبث وبثبات بغض النظر عن الموجود في البيت الأبيض، حتى لو كان الموجود بالبيت الأبيض جاء رغما عن هذه الجهات الخفية التي تدير المشهد من خلف الستار..
فالموجود بالبيت الأبيض يجب أن يخضع أن لم يكن بالتظاهر فبمطالب إعادة فرز نتائج الانتخابات ببعض الولايات وإن لم يكن بهما فبتسريب الفضائح ضد ترامب الواحدة بعد الأخرى، وإن لم يكن بها جميعها فبالاتفاق المريح للطرفين.. ترامب والجهة الخفية حتى تراجع الرئيس الجديد بالفعل عن أهم نقاط برنامجه الانتخابي، فلا موازنة الدفاع انخفضت ولا الإخوان تم تصنيفها كجماعة إرهابية ولا التعاون مع سوريا ضد الإرهاب قد تم، ولا حتى القدس عاصمة لإسرائيل بل دخلت للتلويح بها كالعصا للعرب وكالجزرة للعدو الإسرائيلي!
ووفق القدرة على التعامل مع الواقع يدير النظام السوري اللعبة بذكاء بالغ.. يقاتل في مناطق المواجهة المباشرة ويحقق مكاسب كل يوم ولكنه يتحالف ويقاتل ويتراجع ثم يتحالف ويقاتل ويتراجع في المناطق ذات التعقيد على الأرض، فيضرب داعش بالأكراد مرة والإرهابيين ببعضهم مرة أخرى وهكذا ليتدخل في اللحظة الأنسب وليست اللحظة المناسبة فقط!
لكن السؤال: ماذا يريد ترامب؟ أو ما المطلوب من ترامب وفق الخطة المقررة للمنطقة منذ عام 1982 للخبير الصهيوني "عوديد يعنون" أو كما يسمونها "يعنون بلان" وما تأثير ذلك فى المنطقة كلها ومصر تحديدا؟! هذا ما سنكتبه بشكل شبه تفصيلي في مقال قادم إن شاء الله!