«حكاوي المثقفين».. سر انتساب «الماغوط» للحزب السوري
لا يخفى على أحد، شهرة الأديب الساخر محمد الماغوط، ابن بلدة «السلمية» الصغيرة في سوريا، والذي تفرد فرادة تامة في ثلاثة ميادين أدبية، أولها قصيدة النثر التي أصبح فيها حجة يمكن إشهارها في وجه خصوم هذا اللون الشعري، وثانيها المسرح الأدبي الساخر، وثالثها المقالة الصحفية الساخرة.
وكان الماغوط يسخر من حالته الاجتماعية المزرية، فقد نشأ فقيرًا، شبه متشرد، مديونًا، يعاني من الخوف والبرد.
ومعروف أنه انتسب في صباه إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولوحق من قبل السلطات بسبب انتمائه إلى هذا الحزب، ولكنه حينما سئل، في وقت لاحق، عن سبب انتسابه إليه، أجاب بطريقته الهزلية العامرة بالسخرية:
خرجت من بيتي في «السلمية» ذات يوم وأنا أعاني من البرد الشديد، وأجريت جولة على مكاتب الأحزاب الموجودة في «السلمية» كلها، فلم أجد حزبًا يمتلك مدفأة غير الحزب القومي فانتسبت إليه.
ومن طرائف الماغوط أنه كان يسهر ذات يوم مع بعض أصدقائه، فجرى الحديث عن توقيت الليل والنهار في أماكن مختلفة من العالم، وعن علاقة خطوط الطول والعرض بهذا الأمر، فقال أحدهم إن الليل في القطب الشمالي طوله ستة أشهر، والنهار طوله ستة أشهر، فاليوم هناك طوله سنة كاملة! وإذا بالماغوط يعلق على كلامه قائلًا:
يا سلام، والله إن الحياة هناك ممتازة، وبالأخص بالنسبة للمديونين، فإذا جاءك الدائن يطالبك بما له في ذمتك من مال، تقول له «تعال إلى في المساء لأدفع لك» وهذا يعني أن يأتي بعد ستة أشهر! والأحسن أن تقول له «تعال غدًا»، يعني أن يأتي بعد سنة!
ومن أجمل تعليقات الماغوط على الأحداث أنه قال حينما عرف بأن نجيب محفوظ قد طُعن بسكين: لا يمكن أن تمر موهبة كبيرة كموهبة نجيب محفوظ من دون عقاب!!