رئيس التحرير
عصام كامل

وداعًا محمود السايس مهندس وسط الأهلي.. نجم القلعة الحمراء بدأ مسيرته في حلوان.. بديل المايسترو هز شباك الزمالك في أول ظهور.. اكتشفه الوحش ليتألق في الملاعب.. وتوج الأهلي بطلا لأفريقيا ٨٤

 محمود السايس لاعب
محمود السايس لاعب وسط الأهلي السابق

رحل عن عالمنا محمود السايس نجم النادي الأهلي السابق بعد مسيرة حافلة مع القلعة الحمراء..

بدأ محمود السايس نجم الأهلي الراحل مشواره مع الكرة عندما كان لاعبا بصفوف مدرسة حلوان الثانوية وانضم بعدها لناشئي نادي حلوان.


شوهد السايس خلال إحدى مباريات دوري المدارس، ولفت انتباه مسئولي النادي الأهلي ليلتحق بناشئي النادي وهو في عامه الــ 15.

جاء ظهور السايس المميز في مركز الجناح الأيسر ليضمه الكابتن محمد عبده صالح الوحش المدير الفني للفريق الأول وقتها للفريق الأول عام 1961.

أكبر مميزات السايس هي نشاطه الدائم وحركته في الملعب، كما كان يستغل تحركاته لتسجيل الأهداف حيث كان يجيد استخدام كلتا قدميه بالإضافة لضربات الرأس.


جاءت مباراة القمة في أبريل 1962 لتعلن عن شهادة ميلاد حقيقية للصغير محمود السايس.. الأهلي دخل المباراة وهو يعرف أن فوز الزمالك سيمنحه لقب الدوري، وفي الوقت الذي لعب فيه الزمالك بكل نجومه كان فيه المارد الأحمر يعاني من إصابات غاب على إثرها عدد من النجوم الأساسيين وعلى رأسهم القائد صالح سليم.. ليدفع الكابتن الوحش بالثلاثي الصاعد محمود السايس وريعو وعلوي مطر وسط توقعات بخسارة الأهلي للمباراة وللبطولة.


لكن الصغار تألقوا بشدة، ولم تمض سوى نصف ساعة حتى قفز السايس أعلى من مدافعي الزمالك يكن حسين ومحمود أبو رجيلة وحارسه المخضرم ألدو ليسجل الهدف الأول للأهلي بضربة رأس بارعة.. وأضاف طارق سليم ورفعت الفناجيلي هدفين ليفوز الأهلي بثلاثية نظيفة وبالبطولة أيضًا..


وكما كان متألقًا في الملعب كان السايس لاعب يتميز بأخلاقه الرفيعة، كما كان متفوقًا في دراسته أيضًا حيث تخرج من كلية الهندسة.. وبعد اعتزاله اللعب توجه السايس لمجال التدريب ليعمل في قطاع الناشئين بالأهلي لفترة طويلة حتى وصل لمنصب مدير القطاع..


وفي عام 1984 وبعد رحيل الإنجليزي دون ريفي تولى السايس منصب المدير الفني للفريق الأول ليقوده لتحقيق لقب بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس 1984 على حساب كانون ياوندي الكاميروني، ثم حقق معه لقب دوري 1984-1985 بعد غياب موسمين عن القلعة الحمراء قبل أن يترك المهمة لخلفه محمود الجوهري.


قبل أن يضبط البوليس محمد عباس بعام، وتحديدًا في فبراير 1985 اتخذ مجلس الإدارة قرارًا بشطب محمد عباس من سجلاته لغيابه المتكرر، إلا أن محمود السايس المدير الفني للفريق الأول رأى أن يعطي محمد عباس فرصة أخيرة لعله يعود لرشده، خاصة أن زملاءه اللاعبين توسطوا له للعودة، ولم يكن أحد يعلم أن اللاعب أخذه رفقاء السوء لطريق اللاعودة، فوافق صالح سليم على اقتراح محمود السايس خاصة أن اتحاد الكرة لا يوافق على شطب اللاعب كونه يريد اللعب والانتظام في التدريب، واشترط صالح سليم أن يستمر العمل بقرار الشطب، على أن ينتظم عباس في المران مع محمود السايس، فإن انتظم وعاد لرشده سيتم إعادة عرض أمره على مجلس الإدارة لإلغاء قرار الشطب، أما لو لم ينتظم فيتم على الفور رفع قرار الشطب إلى اتحاد الكرة لاعتماده.


عاد عباس للمران وأقسم أنه تاب وأناب وينوي السير على الطريق المستقيم، وأنه لا يريد أي شيء من مستحقاته ولا شروط له للعب للنادي إلا بعد أن يستعيد قوته وعافيته، وعاد للتدريب مع الفريق، لكنه سرعان ما عاد لسيرته الأولى ولم يلتزم بالشكل الكامل في التدريبات، وانتهى الموسم، واستقال محمود السايس وجاء الكابتن محمود الجوهري.
الجريدة الرسمية