رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد سعيد يكتب: تجديد الخطاب الديني للملحدين!

فيتو

ترى ما هو الأولى بالنسبة للحديث عن تجديد الخطاب الديني؟

هل يوجه هذا التجديد لمن يتبنى الإرهاب، ويظن أنه يجاهد في سبيل الله؟ أم نوجهه للغرب الذي ألصق الإرهاب بالدين الإسلامي؟ أم نوجهه لمن تمرد على كل شيء، وقرر الهروب من عباءة الأديان كلها، ومن الحديث عن الخلق والخالق، فكفر بكل هذا، وقرر أن يصبح ملحدا، منكرا وجود الله عز وجل.


للأسف، فإن كل هؤلاء لن ينصتوا لأي خطاب ديني من الأساس، سواء كان مجددا أم لا، وخصوصا الملحدين الذين يرفضون كلمة الدين أصلا.

هل من السهل عليك أن تتقبل فكرة التعامل مع أحد وأنت تعرف أنه ترك الدين الذي تؤمن به، بل ويستهزئ بهذا الدين وتعاليمه؟ أظن أن الإجابة لأغلب الناس ستكون الرفض، وهذا ما دفع العديد من الملحدين للتخفي خلف أسماء مستعارة، وعمل مواقع وصفحات اجتماعية، ينشرون فيها آراءهم، ويتعارفون فيما بينهم، وهذا جعل تقدير نسبتهم صعبا للغاية.

ففي دراسة لأحد المعاهد الأمريكية، وجد أن نسبة الملحدين في مصر في الستينات، كانت صفر بالمائة، إلا أن النسبة في السنوات التي تلت ثورة يناير وصلت ثلاثة بالمائة، أي ما يقرب من ثلاثة ملايين، وهي رقم ضخم في مجتمعنا بالطبع، بل أن عدد دعاوى الخلع التي تم رفعها العام الماضي؛ نتيجة إلحاد الزوج، بلغت ستة آلاف دعوى، مما يعكس زيادة نسبة الإلحاد في مصر، بل أن هذا الأمر أشارت إليه إحدى التقارير الإسرائيلية، ولكنها قدرت عدد الملحدين في مصر، بما يقرب من عشرة ملايين ملحد، وأرجعت السبب إلى ما تمارسه الجماعات الدينية مثل داعش من أفعال تنفر الشباب من الإسلام، وإن كان هذا التقرير يحمل أرقاما مبالغ فيها بشكل واضح، إلا أنه يدق ناقوس الخطر هو الآخر.

وفي إحدى الندوات التي ناقشت هذه الظاهرة أرجع البعض السبب في تزايدها إلى روح التمرد والحرية التي سيطرت على الشباب، مما جعلته يتمرد على كل القيود حتى قيوده الدينية.

وان كان هذا الرأي يحتوي على بعض الصحة، فأظن أنه من ضمن الأسباب أيضا تحطم صورة رجل الدين في نظر العديد من الشباب، الذين وجدوا أن رجال الدين- مسلمين ومسيحيين- منافقون، وحسب أحد الملحدين الذي تم سجنه بتهمة ازدراء الأديان، فهو يقول: «شعرت أن الدين يستخدم لإشعال حرب اجتماعية وطائفية، فنفرت من الدين ومن كل شيء».

بعض الثوابت الدينية في كتب التراث، ترفضها عقول بعض الشباب، وعندما اقترب البعض منها تمت مهاجمتهم بشدة، تحت مسمى أنها مقدسات لا يجوز الاقتراب منها، وبالتالي وجدنا البعض يرفضون كل هذا، ويكفرون بكل المقدسات، ويدعون عدم وجودها أصلا، ووجدنا البعض يقوم بتجاهل الدين وتعاليمه، والاكتفاء بالمسمى منه فقط، وإذا عرفنا أن بعض التقارير الاقتصادية تتحدث عن زيادة تجارة الخمور، بأكثر من خمسة أضعاف في السنوات الأخيرة، مما يعكس ازدياد التحرر من التعاليم الدينية بشكل واضح.

الإلحاد ليس حرية كما يدعي البعض، بل هو طريق للفوضى، يجب أن يتكاتف الجميع؛ من أجل حماية وطننا منه.
الجريدة الرسمية