رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تغرق المناطق الساخنة في العالم بالأسلحة.. تدعم الأكراد في العراق للاستفادة من النفط.. لعبت دورا قذرا في جنوب السودان.. وسلحت إثيوبيا استعدادا لمواجهة مصر

فيتو

إسرائيل تتمتع بفن التعلم من دروس الماضي، فبعد أن خذلتها فرنسا في حرب 1967م برفضها تزويد جيش الاحتلال بقطع غيار مقاتلات ميراج، قررت سرقة تصميم المقاتلة وصناعة أخرى محلية تضاهي المقاتلة القرنسية، لكنها لم تكتف بهذا القدر، بل عكفت خلال العقدين الأخيرين على تطوير صناعاتها العسكرية بشكل ملفت للنظر حتى أصبحت تنافس القوى العظمى مثل روسيا والصين، بل وتصدر أسلحتها لكل الأماكن في العالم خاصة المشتعلة منها.


الأكراد في العراق
ومن بين المناطق التي تغذي إسرائيل فيها الصراعات عبر بيع الأسلحة فيها هي العراق، وتستغل إسرائيل العلاقات المتوترة بين النظام العراقي والأكراد.

الواقع أن علاقة الأكراد بالإسرائيليين بدأت منذ عام 1943 أي قبل قيام الدولة الإسرائيلية، وتعمقت بعد قيام الدولة العبرية، وقامت إسرائيل بمساعدة الأكراد في معاركهم مع الأنظمة العراقية منذ أيام الملكية وما بعدها، وأمدتهم أكثر من مرة بالسلاح والأغذية والمعونات الصحية، والأموال، وعن طريق العلاقات المذكورة تستفيد إسرائيل بنفط العراق الذي تحصل عليه من الأكراد بثمن بخس.

وأكد وزير الأمن الإسرائيلي السابق (آفي ديختر) أن هدف إسرائيل الإستراتيجي هو عدم السماح للعراق أن يعود إلى ممارسة دور عربى وإقليمى، مبينًا إن العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد، وإن تحييده عن طريق تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية إستراتيجية للأمن الإسرائيلي، موضحًا أن هدفنا دعم الأكراد بالسلاح من أجل تأسيس دولة كردية مستقلة تسيطر على نفط كركوك.

جنوب السودان
لعبت إسرائيل دورًا قذرًا في جنوب السودان شمل نشر الأسلحة التي قتل بها الأبرياء، وأقام عدد من النشطاء الإسرائيليين قبل أيام دعوى أمام المحكمة العليا في تل أبيب يطالبون فيها المدعي العام الإسرائيلي والمستشار القانوني للحكومة بفتح تحقيق جنائي حول تصدير إسرائيل أسلحة لجنوب السودان.

وذكرت صحيفة "هاآرتس"، أن 54 إسرائيليا بقيادة المحامي، إيتي ماك، طالبوا بفتح تحقيق جنائي بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال تصدير الأسلحة إلى جنوب السودان.

وأشارت الصحيفة إلى أن ماك سبق وتقدم بعدد من الدعاوى للمطالبة بزيادة الشفافية والرقابة العامة على تجارة السلاح الإسرائيلي.

وجاء في الدعوى أنه كان من المفترض أن يعرف المسئولون في وزارة الخارجية والجيش بإسرائيل مسبقا مخاطر التصديق على صفقة "تصدير البنادق".

وطالبت الدعوى التحقيق مع من صدق على تصدير صفقات السلاح في وزارة الخارجية والجيش، كما اعتبروهم مساعدين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

إثيوبيا
أثبتت إسرائيل تواجدها في إثيوبيا بالدعم المادي والحربي وأغرقت إثيوبيا بالأسلحة لمواجهة السوادن، كما دعمت بقوة الدولة الأفريقية بالمال لكي تواجه مصر في حرب مائية لتعطيشها ولكي تكون إثيوبيا مستعدة بالسلاح في حال دخلت حرب مع مصر على المياه.

العلاقة بين إثيوبيا وإسرائيل أخذت بُعدًا جديدًا بعد إعلان أديس أبابا عن مشروع «سد النهضة»، وتحديها الصارخ لمصر، بمواصلة أعمال التشييد رغم الجهود الدبلوماسية التي بذلتها مصر خلال السنوات الأخيرة.

مسلحو المعارضة السورية
ونظرًا للدور الإسرائيلي في دعم المعارضة السورية بالسلاح الصهيوني، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني السورية المعارضة "خارطة طريق للسلام" بين سوريا وإسرائيل تتضمن نزع السلاح الفلسطيني.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الخطة التي طرحتها المعارضة السورية على إسرائيل تتضمن اعترافا بإسرائيل وإيجاد تسوية عادلة لقضية الجولان ترضي كلا الشعبين السوري والإسرائيلي والانتقال بالعلاقة بين سوريا وإسرائيل من مرحلة العداء إلى الصداقة والتعاون ثم التحالف والعلاقات الإستراتيجية.

جيش لبنان الجنوبي
جيش لبنان الجنوبي أو جيش لحد هو ميليشيا تشكلت بدعم من إسرائيل من أبناء القرى الجنوبية ووحدات منشقة من الجيش اللبناني. تم تأسيس هذه الميليشيا عام 1976 على يد أفراد من الجيش اللبناني في مدينة مرجعيون، وكان أغلب أعضائها من اللبنانيين المسيحيين وبعض المسلمين الذين كانت لهم مشكلات مع فصائل من المقاومة الفلسطينية التي سيطرت على جنوب لبنان في ذلك الحين، بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1978 الذي عرف بعملية الليطاني توسعت منطقة سيطرة هذه التشكيل من عملاء إسرائيل بحكم السيطرة الميدانية لجيش الاحتلال، وقاتلت الميليشيا أعداء إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية والمقاومة اللبنانية (حركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني وحركة المرابطون) وبعد انهيار الحركة توزعت أسلحتها على حزب الله الذي يعبث في لبنان والمنطقة.

الهند وباكستان
وتوسعت تجارة السلاح الإسرائيلية ووصلت الهند لتدعمها في حربها ضد باكستان، وأبرمت الهند مؤخرًا اتفاقا مع إسرائيل لشراء تكنولوجيا سلاح بقيمة نحو ملياري دولار في ما وصف بأنه "أكبر صفقة دفاعية" في تاريخ الدولة العبرية التي تعد من كبار الدول المصدرة للأسلحة.

ميانمار
كما كشف تقرير إسرائيلي مؤخرًا عن تفاصيل خطيرة عن التعاون بين إسرائيل والنظام العسكري الحاكم في ميانمار (بورما) المتهم بارتكاب جرائم حرب وفظائع مروعة ضد أقلية الروهينجا المسلمة في بلاده.

وقال موقع "واللا" الإخباري العبري إن الأقلية المسلمة في ميانمار تباد بوحشية، وإن التعاون بين إسرائيل وبورما يعود لعام 1953.

وإسرائيل كان لها دور في دعم أنظمة قمعية وارتكاب جرائم الحرب في مناطق واسعة أخرى في العالم مثل رواندا وأذربيجان والكاميرون وتوجو وغينيا الإستوائية ونيجيريا وتشيلي والأرجنتين والفيليبين والبوسنة وكولومبيا وجواتيمالا والبرازيل وليبيريا وساحل العاج وغيرها.
الجريدة الرسمية