رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة الرئيس للحكومة والذين يسخرون فقط!!


صارح الرئيس السيسي شعبه في المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية بحتمية قرارات الإصلاح، تفاديًا لما هو أصعب وأشد إيلامًا وفداحة إذا ما تأجلت تلك القرارات المؤلمة أكثر من ذلك، فالفاتورة ستكون فادحة خلافًا لما يروجه كثير من السفلة الموتورين المأجورين الذين يخرجون على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها في أعقاب كل حوار أو قرار للسخرية ونشر الإحباط بين الناس، دون أن يقدم واحد من هؤلاء المتنطعين في ذلك الفضاء الافتراضي إجابة عن سؤال ولا بديلًا ولا حلولًا للمشكلات.. كل ما يشغلهم هو تشويه النظام وخلق فجوة بينه وبين الشعب.


حوار الرئيس مع الشباب كان متدفقًا جريئًا منعشًا للذاكرة الوطنية، موقظًا للوعي، واضعًا خريطة طريق واضحة للمستقبل.. وقد بعث بمؤشرات أمل عديدة طمأنتنا على المستقبل، ما دام في مصر شباب على هذه الدرجة من الوعي والشجاعة اللذين يدحضان أوهام البعض من أن شبابنا غارق في العالم الافتراضي في فيس بوك وغيره.. كما أن ثمة جوانب أخرى للأمل تتمثل في حاكم وحكومة من نوع جديد.. استمعنا إليهم ولمسنا فيهم تلقائية وبساطة.. 

شاهدنا رئيسًا لا يعرف البيروقراطية ولا التعقيد ولا الروتين طريقًا إلى عقله وفكره.. رئيسًا يعترف بما تعانيه مؤسساتنا من قصور، ويؤكد دون مواربة أن هناك خللًا لا يزال موجودًا في جميع مؤسساتنا، وضرب مثلًا بتأخر طرح الأراضي للشباب في مشروع المليون ونصف المليون فدان، مُرْجِعًا ذلك إلى البيروقراطية والبطء الشديد في استجابة الأجهزة المسئولة، وذلك بلا شك رسالة واضحة للحكومة ودعوة لنسف البيروقراطية التي تهيمن على أداء أجهزتها ومرافقها، والأدهى أنها تسكن في عقلها منذ القدم.. ولعل ذلك من أهم أسباب تطفيش الاستثمار وقتل روح الإبداع والابتكار، ووأد طاقة النجاح في مهدها؛ وهو ما يظهر جليًا في قول الرئيس: «باجيب مسئولين كتير وأول ما يخشوا الوزارة يغطسوا ما يطلعوش تاني».. 

في دلالة على أن البيروقراطية العميقة آفة تبتلع كل جهود الإصلاح وأفكاره.. وهنا يثور سؤال: كيف يجرى اختيار المسئولين في بلدنا.. ما معايير هذا الاختيار.. أهي الكفاءة والخبرة والقدرة على اتخاذ القرار في وقته، والحس السياسي، وإدراك حدود المسئولية السياسية ومقتضياتها.. أم هي الآفة القديمة بتغليب أهل الثقة والولاء على ما سواهم؟!

يحدونا الأمل أن تكون رسالة الرئيس قد وجدت طريقها إلى من يعنيهم الأمر، ومن بيدهم الاختيار والقرار.
الجريدة الرسمية