رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس في الكويت والبحرين لاستقبال ترامب!


ماذا تعني زيارة الرئيس السيسي لدول الخليج بعد زيارته للسعودية؟ هل من المنطق أن يزور الرئيس دول مجلس التعاون ليقنعهم بما تم الاتفاق عليه مع السعودية لإعادة لترتيب المنطقة؟ الإجابة بالنفي طبعا فدول مجلس التعاون مترابطون وقرارهم تقريبا واحد، وبالتالي لو اتفقت مصر مع السعودية على رؤية واحدة ما احتاجت مصر إلى زيارة الأشقاء لإقناعهم بما قبلته السعودية إذ من المنطقي أن تقوم السعودية بذلك!


إذن.. هل زيارة الرئيس السيسي لأسباب غير سياسية؟ والإجابة أن جزءًا منها اقتصادي بطبيعة الحال وإلا ما كانت وزيرة الاستثمار ولا وزير الإسكان جزء ثابت من الوفد المصاحب للرئيس خصوصًا أن وزير الإسكان المسئول عن تسويق مشاريع العاصمة الجديدة ومعه ما تم طرحه في 7 مدن جديدة تمتد من دمياط الجديدة إلى أسوان الجديدة.. ولكن لا يمكن اعتبار الزيارة اقتصادية بشكل مطلق وإلا ما كان السيد سامح شكري على رأس الوفد المصري مع الرئيس!

إذن.. لماذا يزور الرئيس دول الخليج تباعًا؟ الإجابة: مصر تعلم يقينًا أن زيارة الرئيس ترامب المرتقبة للسعودية تحمل رؤى لمشكلات الشرق الأوسط التي تشتعل كلها داخل دول الوطن العربي ومن أغلب الظن أن مساحة ما من خطة ترامب لحل أزمات المنطقة تختلف مع الرؤية المصرية لحلها وبما يتعارض مع الأمن القومي العربي كما تراه مصر.. وبالتالي فالزيارات ربما تكون محاولة مصرية أخيرة لتشكيل موقف عربي واحد قبل الانزلاق إلى اتفاقيات أو تعهدات أو مواقف عربية قد تعقد أزمات حالية وتطيل أمدها أو تجعل من الحلول الممكنة حلولا مستحيلة!

ومقدما نقول إن الحلول المنظورة في ليبيا ستفشل جميعها وإن تصورات أمريكية لمفاوضات إسرائيلية فلسطينية ستجرى ولكنها تجرى وتنطلق قبل كل كارثة يتم التخطيط لها للمنطقة وبعد وقوعها تتنصل أمريكا من كل وعودها وإسرائيل من كل عهودها وطوال ربع قرن أسهم العرب في حصار العراق وخنقه وأسهموا في إضعافه وفي المرة الثانية سمحوا بضربه وتهيئته للتقسيم وفي كل مرة كانت المفاوضات تنطلق لتمرير المهمة ليتوقف كل شيء بعدها ولم يحصل الفلسطينيون على شيء طوال هذا الربع قرن!

السؤال: ما هي الكارثة الثالثة التي يتم التخطيط لها وربما تتوقعها مصر وتسعى لموقف عربي واحد تحسبًا لها؟ ورغم أننا أشرنا إليها في مقالات سابقة فإنها تحتاج مستقبلا إلى مقال مستقل!
الجريدة الرسمية