رئيس التحرير
عصام كامل

عصابة السنة والجماعة في سيناء.. وسالم الهرش !


أعددت نفسى للكتابة عما يصدره المسمى برجال الدين الإسلامي للعالم، وما تصدره لنا أوروبا من رجل الدين الأول في العالم البابا فرنسيس "بابا الفاتيكان"، ولكن جاء بيان صادم من جهة تطلق على نفسها رابطة أهل السنة والجماعة بسيناء، بيان لا يمكن أن يصدر من جماعة لها علاقة بالسنة أو الجماعة، هذه الرابطة التي يرجح البعض أنها بقايا تنظيم القاعدة الذي كان في سيناء، كما أنها إخوانية سلفية هدفها حماية الإخوان المجرمين، فقد أصدرت هذه الرابطة المشبوهة، بيانا تزينه بعض الآيات القرآنية، التي يضعها البعض حيث يريد للتدليل على صدق رؤيته، هذا البيان يطالب بوقف العنف بين قبيلة الترابيين وما يسمى تنظيم ولاية سيناء. 


للذى لا يعرف ما يجرى الآن في سيناء، تدور هناك اشتباكات عنيفة بين قبيلة الترابيين وعصابات ما تسمى ولاية سيناء الإرهابية، وهذه الاشتباكات تعد الأقوى من نوعها، مما أقلق الإرهابيين على تواجدهم في سيناء. البيان يقول:

"لسنا طرفا في هذه الأحداث ولن نكون إلا عونا لأهلنا في سيناء على الحق.. ونسأل الله حقن دماء المسلمين يا أهلنا من قبيلة الترابيين وتنظيم ولاية سيناء..ّ" ويضيف البيان: ندعو كل الأطراف المتقاتلة إلى وقف القتال وسحب كل مظاهر السلاح!

ويقول أيضا البيان: دعوة الطرفين للقضاء الشرعى. وندعو إلى عدم استخدام السلاح في حل المشكلات مهما كانت!

بقراءة المشهد العام أولا: ندرك سريعا أن الإرهابيين ممن يسمون أنفسهم "تنظيم ولاية سيناء" معروفون تماما وليس أشباحا أو أناسا تلبس طاقية الإخفاء.

ثانيا: هذه الرابطة المزعومة تعترف بمشروعية وجود الجماعة الإرهابية المسماة "تنظيم ولاية سيناء" وإلا كيف تدعوها بالاحتكام لجلسات الحكم العرفى.!

ثالثا: إيمان هذه الرابطة المسماة "رابطة السنة والجماعة" بتكفير المجتمع وأننا مرتدون كما يطلق علينا التظيمات الإرهابية وبالتالى قتلنا حلال، أما الإرهابيون هم المؤمنون الأبرار! هذا يعنى أن هذه الرابطة المساندة للإرهاب تبارك قيام تنظيم ولاية سيناء الإرهابى، الذي قام بأكثر من 726 عملية ضد الجيش والشرطة المصرية من مجموع 1635 عملية أي 58% من العمليات قامت بها هذه الجماعة الإرهابية بمفردها، ومع هذا يخاطبها بيان رابطة الإرهاب المسمى برابطة السنة والجماعة "بأهلنا وإخواننا" كيف!؟

إنهم مجرمون بحق رب الكعبة، هذه الرابطة ومن المؤكد معروف أفرادها وكما أثبتت الأحداث أن أفراد التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم أعداء بيت المقدس، وتنظيم ولاية سيناء، إنهم جميعا خونة لله وللدين والوطن.

الطريف أنك عندما تطلع على تقارير "هيومان رايتس ووتش" تشعر وكأنها متفرغة فقط للشأن المصرى، وبياناتها دائمة جاهزة وأن عيونها في كل مكان، المدهش لم يحدث أنها أدانت الإرهاب في مصر، ولكنها تبحث عن حقوق الإرهابيين، ويقول: جو ستورك نائب مدير الشرق الأوسط في هذه المنظمة المشبوهة:

الحرب على الإرهاب يجب ألا تأتى على حقوق الإنسان!

والسؤال كيف أتعامل مع من فخخ نفسه وذهب لتفجير المدنيين في الكنائس والمدنيين وأيضا رجال الشرطة والجيش!؟ أعتقد هؤلاء الإرهابيين ممكن نستضيفهم في فنادق 5 نجوم ولا مانع من تنظيم رحلات لهم في الحدائق وبلاد العم سام !؟ العجيب أن هذه المنظمة لا ترى أي تجاوز إلا في مصر، ولم يحدث أنها أشارت يوما إلى فظائع الأمريكان والكيان الصهيونى والغرب بشكل عام!

نصل إلى ضرورة تلاحم القبائل مع الدولة للقضاء على هذه العصابات الإرهابية التي لا يمكن تصديقها أو يمكن إعطاؤها عهد، فانهم يمارسون التقية بكل أشكالها! وهنا أذكر قصة ابن مصر البطل سالم الهرش..

وحكايته باختصار حدثت بعد نكسة 5 من يونيو 67، أرسلت سلطات الاحتلال الصهيونى إلى سالم الهرش بصفته شيخ شيوخ القبائل المصرية في سيناء، وعرضوا عليه أن يعلن انفصاله عن مصر وإعلان سيناء مملكة ويكون هو الملك عليها، وأكد له الكيان الصهيونى أنها ستدعمه وتجعل سيناء جنة الله في أرضه، وهناك دول جاهزة للاعتراف بها منها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا!

ولكن ابن مصر البار الشيخ سالم الهرش رفض العرض تماما، وقال: انا مصرى وابن مصر ولا أرض لى سوى مصر وتراب مصر، وأنا ملك وأنا أحيا بين أهلي وتحت شمسها وسأدفن في ترابها.. وسيناء جزء لا يتجزأ من مصر!

هذه هي البطولة الحقيقية، رفض عرض المحتل بالرغم من أن وراءه الغرب وخاصة أمريكا، لأنه مصرى من تراب مصر، واليوم الموقف الصعب في سيناء وبعد أن تأكد للجميع أن الجماعات الإرهابية يعرفها أهل سيناء، وهذا ما أشرنا له عدة مرات في مقالاتى على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، لهذا لابد من التعاون الكامل من أهل سيناء مع الدولة وليكن الشيخ سالم الهرش هو القدوة فهو تحدى الاحتلال الصهيونى ورفض خيانة تراب بلده!
الجريدة الرسمية