رئيس التحرير
عصام كامل

«الفيشاوي» من فتوة لصاحب مقهى الملك فاروق ونجيب محفوظ

فيتو

لم يظهر فيلم «فتوات الحسينية» من فراغ، فقد كان لكل حي في القاهرة التاريخية فتوة، فقد كان للحسينية فتوة، ولحي الحسين فتوة آخر، وثالث في بولاق، وغيرها من المناطق.


وكما نشرت مجلة «بناء الوطن» عام 1964 في موضوع موسع عن الفتونة في مصر، إن أشهر فتوة في حي الحسين كان المعلم فهمي الفيشاوي، الذي تبوأ عرش الفتونة في الحي بعد معركة حامية الوطيس مع فتوة الحي السابق مهدي العجمي، بعدما انزل به الفيشاوي هزيمة منكرة وطرده خارج الحي، ولم يستقر له الحال في منطقة الحسين إلا بعد تأكده من أن مهدي العجمي سافر بلا رجعة لموطنه الأصلي بالإسكندرية، وارتقى الفيشاوي عرش الفتونة في حي الحسين.

وبدأ الفيشاوي حياته ببوفيه صغير، ثم أهدته إحدى الأميرات مساحة من الأرض عام 1760 وتم الترخيص له عام 1798 لبناء مقهى، وكانت المقهى في بداية نشأتها تتكون من ثلاث حجرات على مساحة 400 متر.

أول غرفة تسمى غرفة البسفور، وهى مبطنة بالخشب الأبنوس، وأدواتها من الفضة والكريستال، وكانت مخصصة للملك فاروق وكبار الضيوف.

والغرفة الثانية تسمى «التحفة»، وهى مكسوة بالجلد الأخضر، وكانت مركزا لأهل الأدب والفن، ولطالما شهدت مناقشات فنية وجلسات الغناء والطرب.

أما أغرب الغرف فمخصصة للقافية، وهى تختص بالطبقة الشعبية التي كانت تشهد مسامرات أبناء الأحياء الشعبية.

وتميزت المقهى بتقديم مشروب الشاي، فبعد مائة عام من إنشاء المقهى أصبح مشروب الشاي من أشهر علاماتها، خاصة عندما انفردت بتقديم الشاي الأخضر.

في عام 1960 تعرض مقهى الفيشاوى لاستقطاع جزء كبير من مساحتها بسبب توسيع ميدان الحسين، فتقلصت مساحة المقهى الشهيرة.

وكان من رواد الفيشاوي منذ إنشائها جمال الدين الأفغاني،عمر مكرم، عبدالله النديم، عبد العزيز البشري، ونجيب محفوظ الذي تم إطلاق اسمه على أحد أركان المقهى المصمم من الأرابيسك، وهو نفس الركن الذي كان يجلس به لكتابة أشهر رواياته.
الجريدة الرسمية