رئيس التحرير
عصام كامل

النائب الإقطاعي وأكذوبة تفتيت الأرض الزراعية!


وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب حسن موسى يهاجم الإصلاح الزراعي.. زملاؤه باللجنة ردوا عليه خصوصًا النائبة المحترمة "جواهر الشربيني" وأحدهم كان شجاعًا ومحترمًا وهو النائب "فتحي قنديل" ووصفه بالإقطاعي وأنه آخر من يتكلم عن الإصلاح الزراعي لأنه لا يعاني من شيء وأملاكه واسعة!


النائب الإقطاعي قال إن الإصلاح الزراعي فتت الأرض الزراعية.. الأكذوبة التي تدور مع خصوم ثورة يوليو وجودا وعدما ولم يسأل واحد منهم نفسه سؤالًا بسيطًا: كيف يفتت قانون الإصلاح الزراعي الأرض وكان معظم الجيل الأول عام 1970 الذي تسلم الأرض حيًا وعلى قيد الحياة؟ وكيف لا يعرف أن قوانين الإصلاح الزراعي استمرت في الصدور حتى العام 1969؟ فكيف فتت من تسلموا أراضي في عام 69 أراضيهم بعد عام أو عامين مثلًا؟

وكيف تتفتت وقد أسست الجمعيات الزراعية من أجل الفلاحين ومعها بنوك القرية؟ وقد ألغى كل ذلك فيما بعد في السبعينيات والثمانينيات!!

لكن المدهش أننا نتحدى أن يكون وكيل لجنة الزراعة عرف أن كل هذه الضجة على القانون المستمرة منذ ستين عامًا تقريبًا كانت على 10 % فقط من أراضي مصر! وتحديدًا 653،736 فدانًا بالتمام والكمال استطاع الإقطاعيون بيع نصفها صوريًا قبل انتباه الدولة لذلك فيما بعد.. وبالطبع سيادة النائب لا يعرف أن نصف % -نصف واحد% وليس 50 % ـ- كانوا يمتلكون وحدهم 35 % من أراضي مصر بينما واحد ونصف مليون أسرة لا يمتلكون شيئًا!

بالطبع لا يعني ذلك هذا النائب شيئًا بل ربما قال إنها إرادة الله ولكنه ربما أيضًا لا يعرف قصة نشأة الملكية الخاصة للأرض الزراعية في مصر.. وإليه وغيره مختصرًا من موسوعة المعرفة ليعرف ويتعلم هو وغيره.. تقول الموسوعة:

"هذا النظام في عهد محمد علي باشا يعد تغيرًا عظيمًا فإنها بعد أن غلب المماليك خصوصًا بعد أن قضى عليهم في مذبحة القلعة عمد إلى أملاكهم التي كانت تحت أيديهم واستخلصها لنفسه ثم ألغى نظام الالتزام ونزع الأراضي التي كانت تحت أيدي المتلزمين والتي كان الفلاحون يزرعونها ويدفعون ضربيتها هم واعتبرها ملكًا للحكومة ووزع منفعتها على الفلاحين كأطيان مؤجرة ومنح كل قادر على العمل زراعة ثلاثة أفدنة أو أربعة أو خمسة وبذلك آلت له حقوق المتلزمين وسلطتهم وصارت علاقة الفلاحين بالحكومة مباشرة بعد أن كانت علاقتهم بالملتزمين وقد توصل محمد علي إلى إلغاء نظام الالتزام بأن طلب من الملتزمين أن يطلعوه على سندات ملكيتهم، فلما قدموها له قرر بطلانها جميعًا واعتبر الحكومة أو بعبارة أوضح اعتبر ذاته مالكًا لجميع أراضي مصر"!!

انتهت سطور الموسوعة وبقيتها مؤلمة للنائب ولكل الإقطاعيين لأنها تتحدث فيما بعد هى وغيرها من الموسوعات عن كيفية ظهور الملكية الخاصة للأرض وكيف حصل عليها الملاك.. وكانت كلها تتم بالرضا السامي من الأمراء والحكام ومنهم من حصل عليها لوقوفه مع الخديو والاحتلال ضد عرابي، ومنهم من حصل عليها لجهده في القصر الخديو ثم الملكي!!

أي إن الأرض- وهذا ما لا يعرفه أغلب الناس- ملك أصلًا للشعب المصري الذي حفر بأظافره كل المشروعات الكبرى من قناة السويس إلى الترع والمصارف والرياحات وغيرها.. دفن فيها بينما عاش الإقطاعيون.. ومع ذلك يستكثرون أنصاف هؤلاء وتعويضهم ومنحهم قبلة الحياة!!

لا ينبغي أن يصمت مجلس النواب على ولا الفلاحون ولا نقابتهم فوكيل لجنة الزراعة لا يستحق الموقع.. من يقف في مواجهة حقوق ملايين الفلاحين لا يمكن أن يدافع عن مصالحهم ولن يعبر عنهم ولن ينحاز لهم ووجوده يخالف المنطق والعقل ومصالح الملايين.. حسن موسى يستحق الفصل من موقعه أو أن يستقيل بنفسه ويريحنا!
الجريدة الرسمية