2017 عام المرأة المطحونة في الجامعات.. «تقرير»
الأمومة والعمل نقيضان لا يجتمعان"، فرغم إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ٢٠١٧ عام المرأة المصرية إلا أنها لا زالت "مطحونة ما بين عملها وواجباتها كزوجة وأم"، لتواجه المرأة العاملة صعوبات في تنظيم وقتها بين العمل ومسئوليات البيت، وخاصة إذا كانت أستاذة جامعية، فضلا عن كونها أما لأبنائها في المنزل.
جامعة عين شمس
وفى جامعة عين شمس كان الأمر مختلفا، حيث لم تهتم الجامعة بالمرأة العاملة وخاصة التي لديها طفل في مرحلة الحضانة، حيث تضطر ٩٠٪ من الموظفات والعاملات بالجامعة لأخذ إجازة رعاية طفل لمدة عامين فور انتهاء إجازة الوضع، خاصة وأن هناك صعوبة كبيرة في التقديم لأطفالهن الرضع في حضانات جيدة لأنها لا تتناسب مع مرتبات العاملات.
وأكدت نهى محمد موظفة بجامعة عين شمس، أنها أخذت إجازة رعاية طفل لمدة عامين لرعاية أطفالها، حيث أنجبت توءما وصعب عليها التقديم في حضانة قريبة من العمل، فالموظفة درجة ثالثة تحصل على راتب ٩٠٠ جنيه، بينما أقل حضانة تطلب ٣٠٠ جنيه للطفل الواحد، قائلة "لقيت نفسي هصرف على الشغل فقعدت في البيت أحسن"، مؤكدة أنها عادت للعمل بعد أن أتم أبناؤها العامين وتضطر لتركهما يوميا مع والدتها لحين انتهاء ساعات العمل.
أما رضوى حمدى المعيدة بجامعة عين شمس، قالت "الزواج وتحضير الماجستير لا يتماشيان معا، فلا أستطيع التوفيق بين العمل وإعطاء المحاضرات والأمور الكتابية والإدارية الكثيرة فضلا عن الدراسة والأبحاث، بالإضافة إلى رعاية طفل لم يتعد عمره عاما واحد.
وأضافت "أنا أستيقظ فجرا وأحضر أوراقى وأرتب أفكارى للمحاضرات، ثم أجهز الإفطار وأوقظ طفلى وأتركه لدى حماتى طوال النهار حتى أنتهى من عملى الساعة 5 مساء لكى آخذ طفلى وأذهب للمنزل وأحضر الغداء قبل رجوع زوجى من العمل"، واصفة حالها بالآلة الميكانيكية التي أوشكت على الانفجار، مطالبة بتخصيص غرفة صغيرة في كل كلية يكون بها مشرفة أو عاملة تهتم بأبناء الأساتذة والموظفات لحين انتهائهن من عملهن.
جامعة حلوان
وقالت إحدى الموظفات بجامعة حلوان "فترة الحضانة ووجود طفل في البيت بالنسبة لي صعبة، لأنه يحتاج مجهودا ويكون الأمر أصعب مع الشغل والمسئوليات، ففي بعض الأوقات كنت أحتاج مساعدة زوجي، فوجود زوج متفاهم لطبيعة شغل السيدة وتعبها بيكون أحسن لأن المرأة بتحتاج دعم أقرب الناس لها.
وتابعت الدكتورة لبني عبد المجيد، الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان:"اخترت يكون عندي ابن واحد حتى أنهيت الدكتوراة، ثم ألحقته بمدرسة إدارتها أمينة وكنت أنفق جزء كبيرا جدًا من دخلي على رعايته أثناء وجودي بعملي قائلة: "ابنى كان هادئا ويحضر معي الندوات والمؤتمرات ومناقشات زملائي وأصبح دلوقتي في الجامعة، ولكن بعد الدكتوراة ربنا رزقني بتوأم، وكان صعب رعايتهما بنفس الطريقة فاخترت أخذ إجازة لمدة عام ونصف تقريبا واستعنت بعدها بمربية بالمنزل.
وروت الدكتورة لبني عبد المجيد، عددا من المواقف المحرجة خلال فترة حضانة طفلها الأول قائلة: "حصلت كتير مواقف صعبة جدًا، أحيانا كمقابلة محددة بموعد مع أشخاص لا يمكن تأجيلها وأحيانا تكون لجنة كل الأعضاء حاضرين ما عدا أنا وأدخل عليهم متأخرة جدا".
وقالت الدكتورة هناء عدلي، مدرس مساعد بكلية الآداب جامعة حلوان" إن المرأة لا تستطيع أن تقوم بأى دور مجتمعى دون مساندة حقيقية وإيمان بها من قبل الرجل، ووالدى كان يساندنى، كان عنده استعداد يذلل أي عقبة أمامى إيمانا بقدراتي وموهبتى، ثم بعد أن أصبحت زوجة، رزقنى الله بزوج يحمل الكثير من صفات أبى لم يسألنى يوما عن نوع معين من الطعام، فقد كان يصطحبني أثناء الدكتوراه في جولات ميدانية في كل محافظات مصر لأجمع المادة العلمية ولم يتأفف من ذلك يوما، أما والدتى فحملت عنى الكثير من العبء..
وأضافت الدكتورة سهير عبد السلام، عميد كلية الآداب جامعة حلوان السابق: لدى 3 أبناء كنت أحرص على أن أهتم بهم، مشيرة إلى أنها تمكنت من التوفيق بين العمل والمنزل.