رئيس التحرير
عصام كامل

بعد كل هذا.. هل نصدق فبركات الكاذبين؟!


لم يحدث أبدًا أن خذل الجيش تطلعات شعبه، بل إنه يقف دائمًا بجواره في الملمات والأزمات والكوارث منقذًا وحاميًا، ضامنًا للحرية والديمقراطية واستقرار الأمن والنظام.. وقد ظهر ذلك الدور الوطني حينما هب الجيش لإنقاذ الدولة وحماية الشعب من تبعات الانفلات الأمني عقب ثورة يناير وما صاحبها من تآمر، وكيف وقف ظهيرًا لإرادة 30 يونيو حتى انقشع حكم الإخوان ثم حمى إرادة الشعب حتى تشكلت مؤسساته السياسية، وتم الاستفتاء على الدستور واختيار الرئيس والبرلمان.. وكيف أن الجيش جنَّب مصر تبعات الفوضى التي تتبع كل ثورة، فدفعت مصر أقل الفواتير ثمنًا مقارنة بما رأيناه في فرنسا مثلًا بعد ثورتها التي انتهت باعتقال الآلاف في سجن الباستيل المشهور، ناهيك عن آلاف القتلى والجرحى..


وما حدث في روسيا والصين وإيران عقب ثوراتها هو أفظع مما شهدته فرنسا.. ولعل وقائع التاريخ شاهدة على أن جيشنا-حفظه الله- حافظ على مصر من فوضى الاقتتال الأهلي، ومخططات التقسيم التي ترعاها يد التآمر في الداخل والخارج، وما حدث في ليبيا وسوريا واليمن ليس عنا ببعيد، فقد زالت أنظمة وتهدمت جيوش.. وتفككت دول.. وتشردت شعوب وبقيت الفوضى هى العنوان والمصير.

فهل بعد كل هذا يمكننا أن نصدق أراجيف وفبركات أعداء مصر.. هل عرفنا لماذا الجيش بالذات.. ألم يختر هذا الشعب تحميل جيشه أمانة المسئولية لعبور محنة الإرهاب.. ألا يضحي الجيش برجال منه كل يوم في حربه للإرهاب ودفاعه عن مقدرات الوطن ومستقبله.. ألا يستحق الشهداء تحية واجبة على عظيم التضحيات والدماء الطاهرة التي وهبوها لمصر عن طيب خاطر؟!

جيشنا جزء منا، سيظل حاميًا ومضحيًا وعينًا ساهرة على أمن البلاد والعباد.. ولن يتخلى عن شعبه ولا أمته مهما يكلفه ذلك من تضحيات، ومهما يقول المغرضون ويفبرك الكاذبون.
الجريدة الرسمية