«بابا السلام» في البلد الآمن!
معلوماتنا -ونرجو أن تكون صحيحة- أن الرغبات كانت في لحظة ما متبادلة.. مصر تريد دعوة قداسة البابا فرنسيس، لأنها تقدره وتحترمه، والبابا كان ينتظر الدعوة فهو يحب مصر ويحب أهلها.. وبعد ترتيبات بسيطة في سفارة الفاتيكان بالقاهرة أشرف عليها السفير وبدعم مصريين كاثوليك يعشقون بلدهم أرسلت الدعوة رسميًا من الدولة المصرية، وجاء الرد بأسرع مما يتخيله أحد بقبول الدعوة، ولم يتبق إلا مراجعة جدول المواعيد لتتطابق مواعيد قداسة البابا مع مواعيد سيادة الرئيس، وقد كان وتحدد الموعد منذ شهرين تقريبًا!
وبينما يتم تحديد برنامج الزيارة لتشمل في أضيق وقت أكبر عدد من الفعاليات وقعت جريمتي طنطا والإسكندرية واهتز مع الانفجارات ضمير العالم كله، ونوقشت في أماكن مختلفة تأثير الحادثين على السياحة وهل ستلغي أفواج سياحية رحلتها؟ وانتقلت الأسئلة إلى البابا فرنسيس إلا أن الرد جاء حاسمًا وقويًا: الزيارة في موعدها ببرنامجها الذي تم الاتفاق عليه كاملًا!
ثم توالت التصريحات المتحدية للإجرام والإرهاب ومنها أن البابا لن يستخدم سيارته المصفحة، رغم إمكانية ذلك وبعدها وقبلها تصريحات محبة لمصر ولشعبها ولرئيسها وأخرى داعمة في مواجهة الشر والإرهاب، وثالثة تدعو لمصر بالسلام والاستقرار، ورابعة عن مكانة مصر عند أهل الديانات السماوية وغيرها وغيرها.. وتمر الأيام حتى اليوم الجمعة الذي سيحل فيه على بلادنا ضيف غالي في زيارة عزيزة وما نراه على شبكات التواصل الاجتماعي من ترحيب بالبابا يعكس التقدير الشعبي للزيارة والوعي بها وبأهميتها، وما تقدمه من دعم معنوي كبير لمصر لم تلقاه من آخرين!
أهلًا بالبابا فرنسيس في البلد التي لجأت إليها العائلة المقدسة عليهم السلام جميعًا تحميها من أشرار يطاردونهم وهو البلد التي مدحها ومدح أهلها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وتعهد رب الجميع في الإنجيل والقرآن بحفظها إلى يوم الدين..
أهلًا ببابا السلام في البلد الآمن بوعد الله!