رئيس التحرير
عصام كامل

الروائى يوسف زيدان يرد على أكاذيب "مرسي": مكتبة الإسكندرية ليست مصرية الجذور .. "العقيدة" معول هدم أفنتها قبل ظهور الإسلام .. وتصريحاتك تغازل المسيحيين

الكاتب والروائى يوسف
الكاتب والروائى يوسف زيدان

هاجم الكاتب والروائي، يوسف زيدان، الرئيس محمد مرسي، على خلفية كلمة الأخير أمام مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، أمس السبت، مؤكداً أن "مرسي" لم يوفق فى العبارات التى استخدمها، وحملت أخطاء وأكاذيب كثيرة، كانت ترددها قبله سوزان مبارك.


وقال "زيدان" فى تدوينة على صفحته بموقع "فيس بوك"، اليوم الأحد "أخطأتَ مُجدّداً، يا رئيس الجمهورية: "صدرت جريدةُ الأهرام اليوم مُهلّلةً لكلمة الرئيس مرسى عصرَ أمس فى اجتماع مجلس الأمناء الدولى لمكتبة الإسكندرية، فجاء "المانشيت" بحبرٍ أحمرِ و خطٍّ سميك وهو يقول ما نصُّه : نرفض التمييز.. مكتبةُ الإسكندرية مصريةُ الجذور، دولية الأبعاد، عالمية الرسالة".

وتابع، "يا رئيس الجمهورية: ليس كل تمييز مذموماً، يا رئيس الجمهورية، فتمييزُ الحقّ من الباطل مطلوبٌ.. ومكتبةُ الإسكندرية يارئيس الجمهورية ليست مصرية الجذور، فقد أقيمت على أرض مصرية لكن أصولها كلها يونانية.. فالملوك البطالمة هم الذين أقاموها وقاموا برعايتها ( وهم يونانيون ) ومُدراؤها الكبار لم يكن فيهم شخص مصرى، فى أى يوم من أيام نشأتها الأولى ( وكلهم يونانيون ) وعلماؤها لم يكتبوا حرفاً باللغة المصرية طيلة القرون الطوال الأولى ( وكتبوا باليونانية ) . .

وأضاف "وهنا كان يجب التمييز يا رئيس الجمهورية، ولا يجب القفز الذى جاء فى كلمتك حين قلتَ بعد ذلك، بغير مواربة ولا مناسبة : النهضة شجرة أصلها ثابت فى تاريخنا وحضارتنا وعقيدتنا ! فيا رئيس الجمهورية : ليس لمكتبة الإسكندرية شأن بعقيدتنا، على علو قدرها، فقد قامت المكتبةُ وازدهرت فى زمنٍ يصفه الجُهال بالزمن الوثنى، ثم خرّبها المتعصّبون لعقيدتهم سنة 391 ميلادية، احتفالاً بصدور مرسوم إمبراطورى من "ثيودوسيوس الأول" ينصُّ على أن المسيحية هى الديانة الرسمية للإمبراطورية . . فيا رئيس الجمهورية : العقيدةُ التى تظنُّها أصلاً لوهج المكتبة القديمة، هى معول الهدم الذى أفنى المكتبة، من قبل ظهور الإسلام بعشرات السنين.. وهنا ، كان يجب عليك "التمييز" وليس الخلط بين الحق والباطل ، بين تاريخ المكتبة ومشروعك المسمى "النهضة" .

وتابع "وتقول يا رئيس الجمهورية، أو جعلك كاتُبك تقول، إن الترجمة السبعينية للتوراة تمت فى المكتبة . فهل أردتَ مغازلة اليهود ؟ حتى إذا أردت ذلك، فاجعل كلامك على النحو الصحيح . الترجمة السبعينية تمت فى مدينة الإسكندرية، أثناء إنشاء المكتبة أو فى أيام افتتاحها، و لم تتم فى المكتبة و لا قام بها أهلُ الإسكندرية، و لا علماؤهم . و إنما أنجزها أثنان و سبعون حَبراً يهودياً، استقدمهم من فلسطين "بطليموس الثانى" الذى افتتح المكتبة، و استقدم من أثينا مُديراً لها" .

وأوضح "وليس صحيحاً، يا رئيس الجمهورية، ما كتبوه لك من أن المكتبة "كانت بمثابة أكاديمية للعلوم ومركز للأبحاث" . . هذا خطأ، يا رئيس الجمهورية، ففى الإسكندرية كان المعهد العلمى أو الموسيون ( بيت ربّات الفنون ) هو مكان البحث العلمى و الأكاديمى، وكانت ملحقة به مكتبةٌ، هى التى اشتهرت لاحقاً و سطع اسمها فى سماء الإنسانية باعتبارها مكتبة الموسيون، الذى كان يديره "كاهن".. والمكتبة لم تستقبل "الفتيات" كما زعمت فى كلمتك التى كتبوها لك، يا رئيس الجمهورية، و وضعوا على فمك العبارات ذاتها التى طالما كتبوها لسوزان مبارك، و قرأتها على الملأ . . و يمكنك إذا أردت التأكد، مقارنة ما قلته بالأمس بما قالته سوزان مبارك، مراراً" .

وتساءل "كيف يصحّ، يا رئيس الجمهورية، أن تقول فى كلمتك " كنيسة الإسكندرية هى الكنيسة الكبرى فى العالم المسيحى لعدة قرون، وحتى مجمع خلقيدونية سنة 451 ميلادية... هذا خطأ يا رئيس الجمهورية، ففى الإسكندرية كانت آنذاك كنيسة كبيرة، لكنها لم تكن يوماً هى الأكبر، و لم ينعقد بقربها أى مجمع مسكونى (عالمى ) لرؤساء الكنائس الكبرى، و لم تعترف بسلطتها الكنائس الكبرى، و الأكبر : كنيسة روما ، كنيسة أنطاكية، كنيسة القسطنطينية . . فإذا أردت، يا رئيس الجمهورية، مغازلة المسيحيين لسببٍ أو لآخر، فغازلهم بالتى هى أدقُّ و أفصح !" .

واستطرد "وتقول كلمتُك، يا رئيس الجمهورية، بأنك ترفض رفضاً باتّاً أىَ تعرُّض للحرية، فما بالنا اليوم نُحاكم بالاتهامات المجانىة المسماة : ازدراء الأديان، إهانة الرئيس.. و غير ذلك من الاتهامات التى ما أنزل اللهُ بها من سلطان ؟ ثم تقول " الكل سواسيه أمام القانون " فما بال نائبك العام ليس فى "السواسية" و ما بال مدير المكتبة الواقف بجوارك فى الصورة، و هو الذى أنطقك بما أنطق به سوزان مبارك من قبل، ليس فى " السواسية" . . ألا تعلم يا رئيس الجمهورية إن المدير الواقف بجوارك : تجاوز السن القانونية للعمل فى المكتبة ، بستة أعوام ! و هو يدير المكتبة تحت رئاستك ، بينما يُحاكم فى قضايا تخصُّ المكتبة، و جلسات المحاكمات مسترة منذ عامين، و إلى الآن ! و هو جعلك تلتقى بمجلس الأمناء فى القاهرة، لأنه لا يجرؤ على عقد الاجتماعات فى المكتبة، اتّقاء لثورة الموظفين الذين دخلوا عليه مكتبه العام الماضى، و كان معهم المناضل المأسوف على شبابه " د . محمد يسرى سلامة " فقفز مديرك من شباك الدور الخامس، محمولاً على أكتاف العسكر" .

واختتم بقوله "ويا رئيس الجمهورية ، يعلم الله أننى لا أكرهك ( ولا أحبّك ) وأننى لا أنتظر منك خيراً ( ولا شّراً ) . . فما أنا إلا ناصحٌ ، يحزنه الكذبُ ويحزّ فى نفسه التخليطُ وعدمُ التمييز ، لاسيما إن جاء على لسان رئيس مصر ! أصلح اللهُ الأمير . ." .

الجريدة الرسمية