وفعلتها رئاسة الجمهورية!
أخيرًا.. وبعد أن تعبنا من الكلام عشرات المرات كتابة وبكل وسائل الإعلام الأخرى من الدعوة لإعادة صياغة الخطاب الإعلامي الوطني ليكتب الحقيقة.. ليكتب التاريخ وليس السياسة ويستنهض همم المصريين خصوصًا الشباب منهم ويعلم أطفالنا أن تاريخ المصريين كله بطولات وأمجاد وتضحيات وليس كما قال لهم البعض إن تاريخهم كله هزائم وانكسارات فزرعوا في جيل كامل الإحباط والمرارة بدلا من الفخر والعزة وتلاعبوا بمعنويات الجيل نفسه فاختلطت الأمور لديهم بين من يقول لهم إن أمتهم خالدة وعظيمة ومن يقول لهم إن أمتهم مهزومة ومنكسرة فتمزق الجيل كله وتشتت ذهنه، وكثيرون منهم تركوا أمر الوطن كله للإدمان ومنهم للتطرف ومنهم من انسحب وترك البلد بكامله وهاجر منه حتى وجدانيا من خلال الانسياق وراء تقاليع وثقافات غريبة عن قيمنا!
الإعلام والتعليم في 40 عاما ارتكبا خطايا بحق الوطن وتنازعتهما السياسة، والحقيقة فاختار السياسة حتى ولو على حساب الوطن حتى أننا وبأنفسنا كنا نقيم زفة سنوية في ذكرى 5 يونيو لا تحدث حتى في إسرائيل ليس لتعلم الدروس والاستفادة من الأخطاء إنما من أجل الانتقام السياسي ولو على جثة أجيال كاملة وحتى لو كنا نقدم هدايا للعدو الإسرائيلي لا يستحقها طبعا !!
بينما بالأمس شاهد المصريون وأغلبهم يعرف لأول مرة كيف قاوم المصريون الأجنبي المحتل وكيف تصدوا له وكيف أذاقوه المرارة في كل مواجهة.. وبالأمس شاهد المصريون كيف أن الوطن عن المصريين أغلى من أرواحهم وأولادهم وأموالهم.. شاهدوا زينب الكفراوي ابنة بورسعيد وكيف حملت السلاح وساعدت الفدائيين وشاهدوا عبد المجيد سويلم أو الشهيد الحي وكيف بترت أطرافه وشج رأسه وفقد البصر في إحدى عينيه ورغم ذلك يلح في العودة إلى ساحات المعارك والقتال وهكذا تكون الأسوة الحسنة والقدوة والمثل الأعلى!
بالأمس شاهد المصريون كيف كانت البطولات حتى في ظل النكسة وكيف انكسرت دول أخرى واستسلمت وركعت ووافقت على كل ما طلبوه منها، ولكن المصريون لا يعرفون إلا الصمود والبطولة والتضحية وكيف أن الأمل في النصر بعد 67 جاء بعد أيام من النكسة وبدأت معارك التحرير واسترداد الأرض حتى أكتوبر العظيم !
بالأمس شاهد المصريون رئيس مصر يكرم الأبطال بعد تجاهل طويل وشاهدوا كيف يكون عشق الوطن وبغير منافس وهذه أولى خطوات زرع الانتماء وتصحيح الأخطاء السابقة.. بالأمس بدأت خطوة العقل والحكمة في إعادة ترميم جيل كامل وبناء جيل جديد.. بالأمس شاهدنا فيلما رائعا نتمنى إعادته مرات ومرات ثم تحويل كل حدث من أحداثه إلى أفلام ومسلسلات ليعرف المصريون تاريخهم المجيد الحقيقي.. الحقيقي.. وليس التاريخ المزيف الذي قدمه الإخوان للناس مستغلين مساجدهم وزواياهم ودور نشرهم وصحفهم وخطباءهم التي تركت لهم ليكذبوا كما يريدون وللأسف استقر في عقول وأذهان الكثيرين ونحتاج لجهد كبير للتخلص منه وهزيمته بداخلهم!
شكرًا لرئاسة الجمهورية وإدارة إعلامها على الجهد الرائع وندعوهم للمزيد والمزيد فقد كان ذلك أهم مكاسب اليوم الأول لمؤتمر الشباب بالأمس وكل التحية لصناع الفيلم وخصوصًا مخرجه الأستاذ سعدي جوهر المحترم !