رئيس التحرير
عصام كامل

«مصر الـ25 عالميا في تدخين الحشيش».. 9 ملايين مدمن على أرض المحروسة..والقاهرة ضمن أكثر الدول المصنعة للمخدرات.. الانفلات الأمني والتهريب أبرز الأسباب.. وغياب الدور الاجتماعي يساعد في الانتشا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

من بين آلاف الأنواع من المخدرات يبقى «الحشيش» هو المخدر الأفضل للمصريين والمرتبط معه بحكايات شعبية وأبطال كانوا يدخنون هذا المخدر، ورغم مرور الزمن وظهور أنواع جديدة للمخدرات يبقى «الحشيش» محافظًا على مكانته وسط أهالي المحروسة.


ما سبق أكدته دراسة أصدرها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لتدخين الحشيش المحدد بـ20 أبريل من كل عام، والذي تم تخصيصه لمحاربة هذا المخدر المنتشر في الكثير من دول العالم.

ونشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية تقريرًا مدعوما بالخرائط يوضح أعلى بلدان العالم استهلاكًا للحشيش، وجاءت مصر في المرتبة الخامسة والعشرين بنسبة 6.24%.

9 ملايين شخص
وأظهر تقرير المخدرات العالمي الذي أصدرة البرنامج العالمي لمكافحة المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة، أن نحو 250 مليون شخص في العالم أي نحو 5% تعاطوا المخدرات غير المشروعة، وفي مصر أعلن صندوق «مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي» التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، أن معدل الإدمان بلغ نحو 10% من السكان، أي نحو 9 ملايين شخص، كما أن 80% من الجرائم غير المبررة تحدث نتيجة تعاطي المخدرات.

صناعة الحشيش
وفي يناير 2016، كشف الموقع الأمريكي «بيت الطعام الصحي» عن أكبر الدول المنتجة للحشيش وهي فرنسا حيث تنتج ما يقرب من 70%، ورصد التقرير أكبر 30 دولة مصنعة للحشيش، وهى النمسا وكندا وهولندا ونيوزيلندا والهند وإيطاليا واليابان وكوريا وبولندا ورومانيا وشيلى والصين وسلوفينيا، والسويد وسويسرا وتايلاند وتركيا والدنمارك ومصر وفنلندا وأوكرانيا وألمانيا وأستراليا، وبريطانيا العظمى والمجر وروسيا.


الانفلات الأمني
ومن جانبه، أشار «محمود السيد قطري»، عميد شرطة سابق، وخبير أمني، إلى أن زيادة تدخين الحشيش في مصر الذي أدي إلى وصولها لهذا الترتيب جاء نتيجة عدة أسباب أهمهما الانفلات الأمني الناتج عن ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى زيادة شريحة الفقر والبطالة والمشكلات الاجتماعية والإدراية في المجتمع المصري.

وأضاف «قطري»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الكثير من الشباب يقبلون على تدخين الحشيش ظنا منه أن هذا يجعله يتحمل الأعباء المالية والنفسية التي تسببها له الظروف الاقتصادية.

منصب أعلى
وتابع بأن بعض ضباط الشرطة يساعدون عددا من التجار على دخول الحشيش إلى مصر وتوزيعه أيضا وهو ما ثبت من خلال قضايا تم محاكمتهم فيها، مؤكدًا أن ما يذاع حول ضبط كميات كبيرة من الحشيش في الأسواق هو نقطة في بحر.

العلوم الاجتماعية
وفي نفس السياق، أوضحت الدكتورة «سامية خضر صالح»، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن العلوم الاجتماعية أشارت إلى أن المخدرات انتشرت بنسبة كبيرة جدا بعد الثورتين السابقتين، نتيجة الغياب الأمني بالإضافة أن ما يحدث في ليبيا من خراب الآن ينعكس على مصر في تسهيل عملية تهريب المخدرات إلى داخل مصر، وهو أحد الأسباب التي جعلت مصر في ترتيب الدول الأكثر تدخينا للحشيش.

وأضافت «صالح» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن من الأسباب الرئيسية في انتشار المخدرات في مصر هو غياب الجمعيات الأهلية التي تعمل على التوعية واحتواء فكرة القضاء على الإدمان والتدخين بصفة عامة داخل النوادي والجامعات، وأيضا غياب الأحزاب العديدة في مصر عن القيام بدورها في نشر الوعي ضد خطورة الإدمان واقتصارها على الدور السياسي فقط.

الأفلام والمسلسلات
وتابعت بأن للأفلام والمسلسلات دور كبير في انتشار المخدرات في مصر حيث تصور بعض الفنانين المدخنين والمدمنين أنهم أبطال وقدوة، ووصلت نسبة الشباب المدمن والإجرامي في مصر إلى 60%، مؤكدة أن الفقر والبطالة ليس لهم علاقة في انتشار هذا المخدر حيث إن الإقبال على المخدرات يكون بين الفئات التي تمتلك المال ويسهل عليها شراؤه.
الجريدة الرسمية