..وأصيب الرجل بالجنون من الصدمة!
لمن لا يعرف.. فقد كانت أزمة كبيرة جدًا فى العام 97 عندما قرر مصطفى كامل مراد أحد الضباط الأحرار ورئيس حزب الأحرار الاشتراكيين أن يقيل الأستاذ مصطفى بكرى ويعين بدلًا منه الدكتور صلاح قبضايا رئيسًا للتحرير.. وتم احتلال الجريدة لمدة يومين حتى صدر قرار النائب العام بتسليم المقر لمصطفى مراد..
تسبب ذلك فى نزاع استمر سنوات بين صحيفتى "الأحرار" و " الأسبوع " التى صدرت فيما بعد برئاسة بكري..
كان أول المهنئين لرئيس تحرير " الأحرار " الجديد أحد رؤساء الأحزاب الذى خاض ضده مصطفى بكرى معركة طويلة وعنيفة!
ورغم ذلك.. ومع كل ذلك ولله الحمد كنت الصحفى الوحيد الذى سمحت جريدة "الأحرار" له أن يعمل فى "الأسبوع ".. والوحيد الذى قبلت " الأسبوع " أن يستمر فى " الأحرار " .. وفوق ذلك .. أصبحت رئيسًا لتحرير صحيفة الحزب الذى خاض مصطفى بكرى المعركة العنيفة ضد رئيسه !!!!!!
وكنت وقتئذ أصغر رئيس تحرير صحيفة حزبية فى مصر بل وأصغر رئيس تحرير فى كل الصحف !!
المهم:
أرسل لى أحد الأصدقاء مواطنًا له شكوى ومشكلة كبيرة مع أحد الأجهزة لمساندته ونشرها له.. جاء لى الرجل إلى "الأحرار".. وأبلغنى أنه سيذهب إلى "الأسبوع" غدًا لتقديم شكوى مماثله للصحفى المسئول عن البريد هناك أيضًا.. غادر "الأحرار" ولم أبلغه أنه سيقابلنى غدًا أيضًا.. وجاء الرجل إلى "الأسبوع" فى اليوم التالى فأوصلوه إلى مكتبي.. اندهش الرجل وراح يفرك عينيه.. ثم يفركهما ويتمتم بكلمات غير مفهومة فى سره وينظر إلى النافذة وكأنه يتذكر شيئًا ما.. ثم ينظر إلى قدميه خجلا حتى انفجر وسألني: " هو احنا اتقابلنا امبارح ولا حد تانى أخو حضرتك مثلا "؟ قد فهمت سر قلقه وانشغاله ولم أتمالك نفسى وضحكت من دون أن أسبب له أى حرج وقلت : " أنا.....هو أنا.....هو ممكن يكون أخويا شبهى إلى هذه الدرجة ؟؟ اطمئن..أنا أعمل هنا وأعمل هناك..!!!!!
وقبل أن يغادر سألنى : هل هناك أى جريدة أخرى تنصحنى أن أذهب إليها ...أريد أن أنتصر فى معركتي؟؟ رددت على الفور: إن أردت فاذهب إلى جريدة كذا وهذا هو عنوانها...أعطيته للرجل وطلبت منه أن يذهب لرئيس التحرير مباشرة..وفى اليوم التالى جاء الرجل..وسأل عن رئيس التحرير...فأوصلوه إلى مكتبي...ونظر ورآنى ... وسأترك لكم تخيل الباقي..!!!!!!!!!!!