«أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق»
يتسبب البرق في حدوث الرعد.. والبرق هو تفريغ شحنة جوية والتي تحدث أثناء عاصفة ممطرة وأيضًا عند حدوث ثورات البراكين.. ويحدث في الكرة الأرضية نحو ١٦ مليون عاصفة رعدية سنويًا أغلبها في المناطق الحارة.. والبرق ظاهرة كهربائية نتيجة عن تقابل الشحنات السالبة والموجبة وعن هذا التقابل تحدث شرارات كهربائية متتابعة وسط انفجارات سريعة على شكل وميض هائل هو البرق..
وهذا الوميض هو طاقة ضوئية يسبب سخونة الهواء المحيط فجأة بحيث يتمدد ويتذبذب شديدا محدثا أمواجا صوتية هي الرعد ويسمع صوت الرعد متأخرا عن ضوء البرق لأن سرعة الضوء مليون مرة سرعة الصوت، والبرق له آثار خطيرة من الصدمة الكهربائية التي تسبب الاحتراق والحرائق وتحدث الصاعقة نتيجة للتفريغ بين أعلى وأسفل السحاب وتثبت واقيات الصواعق في أماكن محددة.
ويقول العلم إن الصاعقة ظاهرة كهربائية شديدة اللهب ذات خطر كبير في بعض الأحيان لأنها تسبب الحرائق أما البرق فله آثار نافعة فهو يجلب الأزوت من الهواء إلى الأرض بتحويله إلى أكسيد يتساقط مع الأمطار ويسمد التربة ليكسبها الخصوبة.
وكذلك لولا حدوث البرق لما نزلت الأمطار، وبالتالي لما دبت الحياة على أرض الله ويقول المولى عز وجل: "يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها* وينشئ السحاب الثقال* ويسبح الرعد بحمده" ويقول عز من قائل: "يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار".
والسنا هو الضوء الذي يكاد يخطف الأبصار من شدة بريقه ولمعانه "يكاد البرق يخطف أبصارهم"، وتدل الدراسات العلمية على أن مطر السحاب الذي يسببه البرق أكثر نفعا للنباتات من مطر السحاب الآخر وعلى كل "أنزل من السماء ماء طهورا"، وهو أنقى الماء العذب على الإطلاق.. ونقول إن البرق والرعد ظاهرتان وآيتان من آيات الله وهما مقترنتان ببعضهما.. وكل شيء يسبح بحمده.. والحمدلله رب العالمين.