رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «ذوو الاحتياجات الخاصة» نجوم تلمع في تحدي القراءة

فيتو

اعتلت الدهشة وجوه جميع الحضور في قاعة المؤتمرات التي أقيمت بها احتفالية مسابقة تحدي القراءة العربي، التي أطلقها محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي.


أعلنت مقدمة الحفل، عن فوز الطالب عبد الله محمد عمار، بالمركز الأول في المسابقة، مشيرة إلى تفوقه وقراءته الجيدة لخمسين كتاب، في مجالات عدة، وما إن صعد عبدالله على مسرح المدينة التعليمية بمنطقة السادس من أكتوبر، حتى فوجئ الجميع بأن الطالب الحاصل على المركز الأول في المسابقة ما هو إلا طفل لا يتجاوز الثانية عشر من عمره، ومقيد بالصف الخامس الابتدائي، وهو كفيف.

أحب "عبدالله" القراءة منذ صغره، فكان يجيد الإنصات جيدًا في البداية، لكل ما كان يلقيه عليه أحد أساتذته من إحدى الكتب، ومع الوقت استطاع عبد الله تعلم طريقة برايل للمكفوفين، وبدأ خطوة التعلم الذاتي، وأن يقرأ بنفسه لنفسه، حتى استطاع الاشتراك في أكبر مشروع عربي للقراءة، بناء على نصيحة مشرفة مدرسته التي عرضت عليه المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي، وقرأ 25 كتابًا، منهم 3 روايات إنجليزية، وسيرة عمرو بن العاص وعمير بن سعد، وروايات للأديب نجيب محفوظ، وغيرها من الكتب الثقافية.

تجاوز "عبد الله" خمس مراحل من المسابقة، والتي تتضمن كل مرحلة فيها قراءة عشرة كتب وتلخيصها، وبعد الانتهاء من القراءة والتلخيص، بدأ مراحل التصفيات التي تمت على مستوى المدارس والمناطق التعليمية ثم مستوى الأقطار العربية وصولًا للتصفيات النهائية والتي تُعقد في دبي سنويًا في شهر أكتوبر، وحصل الطالب على جائزة مالية، ورحلة لمدة 4 أيام إلى دبي.

لم يكن عبد الله هو النجم الوحيد في مسابقة تحدي القراءة، فقد فازت بالمركز الثالث الطالبة صفاء طه عبد الوكيل، وهى طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقدت يداها وقدماها، وظلت قابعة على كرسيها المتحرك، عاجزة عن أي حركة بجسدها، وعلى الرغم من ظروفها الأليمة، التي قد تكون عقبة أمام الكثيرين ممن هم في نفس حالة صفاء، إلا أنها لم تيأس، وحاربت ظروفها وعجزها حتى تفوقت.

أظهرت صفاء براعة في المهارات اللغوية، واستيعاب الكتاب المقروء، والتحدث بلغة عربية سليمة، بالإضافة إلى تميزها في المهارات العقلية، والتفكير الناقد الإبداعي، والثقافة العامة، فقد بهرت الجميع عند ظهورها على المسرح، ووقف جميع الحضور مصفقين بحرارة تكريما لها ولكفاحها وعزمها الذي افتقده الكثيرون ممن هم في صحة جيدة.
الجريدة الرسمية