رئيس التحرير
عصام كامل

منشآت جامعة عين شمس.. تاريخ يشهد على الأصالة.. «تقرير»

جامعة عين شمس
جامعة عين شمس

تتميز جامعة عين شمس بموقعها المتميز بميدان العباسية، وبإمكانياتها العلمية فضلا عن قصر الزعفران الذي شهد العديد من الأحداث التاريخية، وفي حرم مستشفيات الجامعة يوجد ضريح الشيخ محمد الطباخ، كما أنشئت كلية الزراعة بشبرا الخيمة على حدائق محمد على باشا، بالإضافة إلى مستشفى الدمرداش الذي بناه الشيخ الدمرداش لعلاج الفقراء.


"قصر الزعفران"
يعود تاريخ قصر الزعفران إلى عهد الخديو إسماعيل، والذي بناه على أنقاض (قصر الحصوة) الذي بناه محمد على مؤسس الدولة المصرية الحديثة، وكان يتألف من خمس بنايات، وسمي بالحصوة نسبة إلى منطقة العباسية التي كانت بهذا الاسم، حتى أصدر عباس باشا الأول عام 1851 أمرا بإلغاء الحصوة وتعمير المنطقة ليصبح اسمها العباسية نسبة إليه.


وفي عام 1864 اشترى الخديو إسماعيل قصر الحصوة بمبلغ 250 ألف قرش أي ما يساوي 2500 جنيه، وأعاد بناءه ليكون قصرًا واحدًا على هيئته الحالية، وعهد الخديو إلى وكيل وزارة الأوقاف آنذاك المهندس مغربي بك والإشراف على بنائه، وكان ضمن البعثة الهندسية التي أوفدها الخديو إلى فرنسا.

وبني القصر على غرار قصر فرساي بفرنسا الذي قضى فيه الخديو إسماعيل فترة تعليمه، وطلب الخديو نقش الأحرف الأولى من اسمه وتاجه الخاص على بوابة القصر الحديدية ومداخل القاعات والغرف، ومازالت النقوش موجودة حتى الآن.


وفي عام 1872 أهدى إسماعيل القصر لوالدته المريضة السيدة خوشيار هانم، ونصحها الأطباء بالهواء النقي، وبني القصر وسط حديقة مزروعة بنباتات الزعفران ذات الرائحة الزكية، وبعد ذلك بأربع سنوات أي عام 1876 خصص القصر لاستقبال ابني مصطفى باشا فاضل أخو الخديو إسماعيل وابن السيدة خوشيار هانم، وظل القصر مجرد مكان لسكن بعض أفراد أسرة محمد على غير أن الأحداث جعلته جزءًا من تاريخ مصر، ففي عام 1882 وبعد هزيمة عرابي، ووصول طلائع الجيش الإنجليزي إلى القاهرة طلب الخديو توفيق من جدته خوشيار هانم إخلاء القصر لإقامة الضباط الإنجليز.


وفي عام 1908 قررت وزارة المعارف إنشاء مدرسة ثانوية يطلق عليها اسم ملك مصر، فوقع اختيارها على قصر الزعفران ليكون مقرًا للمدرسة وسميت مدرسة فؤاد الأول.


وفى عام 1952 نقلت مدرسة فؤاد الأول إلى المبنى المخصص بالعباسية فحلت محلها إدارة الجامعة المصرية (جامعة القاهرة الآن)، وشغلت إدارة الجامعة وكلية الآداب القصر، حيث كان مكتب مدير الجامعة أحمد لطفي باشا السيد في الدور الأول، والدور الثاني مقرًا لكلية الآداب، أما كلية العلوم فشغلت الملحقات والمساكن الحاشية بعد إدخال التعديلات اللازمة.


وظلت الجامعة المصرية بالقصر حتى تم بناء كليات الجامعة المصرية، وانتقلت تدريجيًا إلى المقر الجديد بالجيزة.


مستشفى الدمرداش
كان مستشفى خيريًا أنشأه الشيخ عبد الرحيم مصطفى الدمرداش باشا باسم المستشفى الخيري سنة 1931 ميلادية، وبعد ذلك أنشئت كلية للطب بداخلها سنة 1947 فكانت ثالث كلية طب في مصر وبعد إنشاء جامعة عين شمس ضمت إليها كلية الطب سنة رسميًا 1950.


كلية الزراعة
أُنشئت عام 1942، وبالمرسوم الملكي رقم (93) لسنة 1950 معهدًا زراعيًا عاليًا بشبين الكوم ثم انتقلت عام 1954 بمُلحقات القصر الجمهوري بالقبة لتستقر منذ عام 1963 في مقرها الحالي بشبرا الخيمة (مُحافظة القليوبية) في حدائق قصر مُحمد على الأثري مُولية وجهها لصفحة النيل مُطلة من الشمال على مشارف دلتا النيل ومن الجنوب على مدخل مُحافظة القاهرة، ويرمُز الموقع بدلالة بليغة إلى الدور التاريخي للكُلية وأبنائها في تواصل الحضارة الزراعية بين الماضي والمُستقبل قائمًا على الفِكر والعلم والابتكار والتحديث.

وتعتبر كُلية الزراعة بجامعة عين شمس من أوائل كليات الزراعة في مصر والوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط ولها مكانتها المعروفة.

الجريدة الرسمية