رئيس التحرير
عصام كامل

عسيري يتراجع ومصر لا تحتاج لشهادات البراءة!


بينما يسألنا بعض القراء أمس على حسابنا على "فيس بوك" عن حقيقة ما قاله سيادة العقيد أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف العربي التي تحارب في اليمن، من عرض مصر قبل عامين المشاركة بــ 40 ألف ضابط وجندي ولكن السعودية رفضت على أساس أن الأمر في اليمن له وضعية خاصة!


تلقف الكثيرون كلام عسيري وانقسموا إلى قسمين.. الأول رفض كلام العميد عسيري ولم يصدقوه جملة وتفصيلا وتذكروا كيف طلبت السعودية الدعم على الأرض من باكستان وكيف رفض البرلمان الباكستاني، وتساءل آخرون وقالوا إن كان الأمر كذلك فما الذي تسبب في سوء التفاهم الكبير بين مصر والسعودية غير مرة؟

الفريق الآخر كعادته كغربان البين.. كأنهم يقفون على أبواب مصر يسترقون السمع من الداخل والخارج على أي شيء يلطمون به الخدود ويشقون به الجيوب ويتلبسون حال الولايا والمعددين في جنائز الريف في بلادنا وراحوا بتصريحات عسيري يتهمون مصر -بلدهم والله- والرئيس السيسي وتعالت الصرخات عما سموه "المستخبي الذي بان وانكشف" وعن "تعمد السعودية إحراج مصر" وعن "التبعية المصرية للقرار السعودي" إلى آخر تخمينات لمجموعات من المجانين ليس إلا..

ولم يتمهل أحدهم حتى ترد مصر -بلدهم والله- أو حتى يصدر توضيح من أي جهة ولم يتبن أحدهم المقولة الشهيرة للأفلام المصرية "لو عدى 48 ساعة على التصريح ومحدش رد يبقى هنضحي بمصر علشان التصريح يعيش" !! وإنما اندفعوا ككل مرة خلف حقد أسود وتربص دائم وغباء لا نظيره له!

الآن.. وقد كنا نستعد لكتابة مقال اليوم الثلاثاء عن الموضوع ولدينا بدلا من الدليل عشرة عن عدم صحة ما ذكره عسيري جملة وتفصيلا إلا أن الرجل أراحنا وجملة وتفصيلا أيضا وأكد لقناة العربية مساء الاثنين أن ما قاله عن القوة التي عرضتها مصر كان يخص القوة العربية المشتركة التي تمت مناقشتها في الجامعة العربية ولا علاقة لها بالوضع في اليمن، وكان ذلك حرصًا من مصر على أحوال أمتها وأمنها القومي!

بالطبع صارت وسارت الضغوط في اتجاه توضيح عسيري لتصريحاته وهو اعتذار دبلوماسي مهذب عن اندفاع غير دبلوماسي ولم تكن مصر في حاجة لشهادات البراءة من أحد أصلا، ولكن تبقى بلدنا شامخة تعرض جهد أولادها لما يجمع الأمة وليس لما يفرقها وقد كان المقصود من العرض أصلا فكرة الجيش العربي التي طرحها الرئيس السيسي وأجهضتها دول بعينها لا تريد لشمل الأمة أن يلتئم !

فكرة الجيش الواحد قلنا وقتها إنها فكرة رائعة لكنها رومانسية ولن تكتمل لاختلاف أهداف الدول المدعوة له.. أما أولئك الغربان ممن يتربصون بمصر -بلدهم والله- فنبقى في انتظارهم في تربص جديد لكذبة جديدة ففكرة اعتذارهم -أو بعضهم- فهي من رابع المستحيلات.. فقد تمكن الحقد النفساني من بعضهم.. وبعضهم يعرف لمصلحة من يعمل والبعض الثالث تابع وفاقد الأهلية السياسية من الأساس !
تحيا مصر.. واللعنة على من أرادها بسوء!
الجريدة الرسمية