عن أي قانون تتحدث يا وزير الرياضة !
ما أحلى الكلام المعسول في وقت الأزمات.. وما أحلى استغلال المواقف لتصفية الحسابات.. وما أسوأ من تشويه سمعة بلد بسبب تصرف فردي لا علاقة له بأي نوع من أنواع المنطق.. وما أفضل أن تظل متفرجًا بعيدًا عن الصداع عندما يصل بك الحال إلى رفع شعار "مفيش فايدة".
تابعت وأتابع مثل الملايين في مصر وخارج مصر ما حدث في أزمة مباراة الزمالك والمقاصة.. ولم أجد سوى الضحك والسخرية والضرب بكف على كف من وراء هذه المتابعة.. ورغم قناعتي التامة بأن ما يحدث ليس له أي علاقة بما يقال فإنني مازلت أستغرب وأتعجب من مواقف من هم بيدهم حل مثل هذه الأزمات قبل أن تتفاقم.
وللتعليق على هذه الأزمة ستجد من هو مخلص في رأيه ومن هو مغرض ومن هو يصفي حسابات ومن هو فضل الابتعاد عن هذا الصداع لكونه مقتنعًا مثلي بأنه لا فائدة من الكلام طالما من بيدهم القرار يعتمدون أيضًا على الكلام.
وما لفت نظري وجعلني أصل لمرحلة الجنون هو ما سمعته من تصريحات لوزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز مساء أمس الأحد، للتعليق على هذه الأزمة.. فلا أحد ينكر أنه من أفضل الوزراء الذين جلسوا على هذا الكرسي في جزئية الدبلوماسية في الكلام وترتيب الأفكار ومحاولة الإقناع بمنطق مختلف عما هو شائع في أي موضوع.. ولكن للأسف الشديد ما زال الوزير يتمسك بالحديث عن دولة القانون وتطبيق اللوائح على اعتبار أنه رجل دولة رغم أنه داخليًا قد يكون على يقين تام بأن ما يقولوه عن دولة القانون ليس له وجود..
فأنا مع الوزير فيما يقوله بأن موقفه حساس ويطبق القانون لأننا في دولة قانون.. وهنا انفجر غضبًا وأقول للوزير.. هو حضرتك مقتنع بالكلام ده فعلا.. هو فعلا إحنا في دولة قانون والقانون يطبق على الجميع دون استثناء.. هو القانون منح للمسئولين في الأندية الضوء الأخضر لسب وقذف الجميع أم منحهم الخوض في أعراض الناس أم منحهم تلفيق التهم أم منحهم الاستغلال السيئ للسلطة من أجل الابتزاز وتحقيق مصالح ومكاسب شخصية.
يا سيادة الوزير.. من يصدق حديث حضرتك عن القانون وكل من أهانوا القانون والقيم والأخلاق لا يطبق عليهم أي قانون.. وأنا على يقين بأن رد حضرتك سيكون: "المتضرر من أي شخص يخالف القانون عليه اللجوء للقضاء".. وهنا يكمن السؤال المهم.. طاب لو القضاء معرفش يجيب حق المتضرر يعمل إيه؟ يعني مثلا حضرتك كده لو واحد اتهدد بالقتل أو اتشتم بأمه وأبيه واللي خلفوه واتقال عليه حرامي وكله مسجل بالصوت والصورة وراح اشتكى والشكوى وقفت عند حائط الحصانة.. يعمل إيه؟ ياخد حقه بإيده ونقلبها غابة.. أم يقول إن القانون لا يطبق إلا على الضعفاء ويلجأ إلى رب العباد ولا يعمل إيه بالضبط ! ثم أين القانون فيما منحك من سلطة كوزير لحماية الاتحادات والأندية ومراكز الشباب من عبث العابثين؟!
وأخيرًا.. يا سيادة الوزير.. الناس مش حتفتكر مين كان وزير بعد ما يمشى بس ممكن تفتكر أن كان فيه وزير "دكر" ومخافش من لسان سفيه وطبق القانون على الجميع دون تمييز..