كوريا.. هزيمة ترامب أم هيروشيما جديدة؟!
الداخل الأمريكي وراء تحرش ترامب بكوريا الشمالية واندفع ترامب ليرسل حاملات طائراته وبوارجه إلى السواحل الكورية أملا فيما نظن بالوصول إلى الأزمة إلى حافة الهاوية وإلى حدود الانفجار على أمل أن تسارع كوريا الشمالية بالتراجع، وتطالب بتدخل روسي صيني ينقذها إلا أن ترامب فوجئ بالعكس تمامًا فلا كوريا تراجعت ولا كوريا لجأت إلى أحد ولا روسيا والصين تدخلتا بالشكل الذي توقعه ترامب أصلا !
ما جرى هو العكس تمامًا.. كوريا الشمالية تصل إلى أقصى حدود التحدي.. زعيمها كيم جونج أون يأمر بإخلاء العاصمة ويأمر بالتعبئة العامة ويؤكد أن أي اعتداء على بلاده سيتم الرد عليه داخل الأراضي الأمريكية ذاتها، بل يبالغ أكثر وأكثر ليؤثر هو في معنويات خصومه وليس العكس، ويدفع المخابرات الأمريكية إلى إعادة حساباتها ليؤكد أنه سيدمر أمريكا بل أكثر من ذلك، إذ تظهر فجأة أمام رادارات أمريكا وكوريا الجنوبية 50 غواصة كانت قد اختفت كلها منذ فترة طويلة ولا يعرف أحد أين كانت ومن أين ظهرت وهي غواصات قالت وسائل الإعلام الغربية إنها قادرة على حمل صواريخ باليستية وكان كيم جونج أون لم يكذب خبرًا ليظهر عصر أمس السبت وهو يشهد تجربة لإطلاق صواريخ باليستية فعلا من إحداها !
الآن بات ترامب في ورطة فعلية.. إن هاجم كوريا لا يعرف أحد حجم الرد المتوقع اللهم إلا على كوريا الجنوبية واليابان، وهما أول من سيدفع الثمن أو أن يستخدم ترامب الأسلحة النووية وهي قادرة على تدمير العاصمة الكورية تماما ومحوها من الخريطة لكن لا أحد يعرف أين هي بقية الصواريخ الكورية ومن المؤكد أنها على قواعد متحركة لإرهاق الأقمار الصناعية..
ومن غير المنتظر أن يتم ضرب كل المدن الكورية وكل غواصاتها! ونظل أمام الاحتمال الثالث وهو أن نبقي على هذا الأمر بعض الوقت وبعدها تتدخل الصين أو روسيا ولكن تكون أعصاب ترامب قد استهلكت ولكن عودة بوارجه دون أي مكاسب سياسية كبيرة سيكون أول مسمار في نعش مستقبله السياسي!
هل سيقبل ترامب بالهزيمة؟ أم سترتكب أمريكا جريمة جديدة ضد الإنسانية؟
فكوريا الشمالية -( تلقينا دعوة من الزعيم المؤسس عام 89 لزيارتها ممثلا عن الطلبة في مهرجان الشباب العالمي مع الفنانة محسنة توفيق والسياسي البارز الراحل فريدعبد الكريم وآخرين ولذلك قصة مثيرة نرويها في مقال آخر)- هي الدولة التي يتربص بها الإعلام الغربي ليل نهار ويشوهها ويشوه صورة رئيسها حتى باتت موضوعاتها مادة يومية تصيغها الصحف الغربية باحترافية كبيرة وأصبحت الدعاية تؤثر فعلا في شعوب العالم..
لكن يبقى المؤكد أنها دولة لم تعتد على أحد ولا تحتل أرض دول أخرى ولا تتدخل في شئون أحد وإن كانت تمارس حقها في تجاربها العسكرية، ففي قلب العالم هنا دولة مجرمة قامت بكل التجارب العسكرية وتحتل أرض الغير، وتعتدي على دول مجاورة ولم يقترب منها أحد بل تحميها أمريكا من مجرد المساءلة، ليظل ميزان العدالة الدولية مختلا، ولذلك فعلى شعوب العالم الحرة والشريفة التضامن مع دولة كل جريمتها أنها تقول للهيمنة وللعدالة المختلة: لا وألف لا !